الاثنين، 18 فبراير 2013

تعليقنا على قرار المؤتمر الوطني بانتخاب اللجنة التأسيسية


إن مطالبة البعض بانتخاب لجنة صياغة الدستور لم تكن سوى مؤامرة خسيسة تكرس التجزئة و التفرقة و تعترف بحق الدول الاستعمارية في ليبيا (من الذي قسم ليبيا إلى ثلاث أقاليم أو دويلات؟) ، و لم يدر بخلدنا إطلاقا أن المؤتمر الوطني لها .
إن من يشعر و يفكر و يأمل و يألم و يقاتل و ... ينتخب، هو الناس و ليست الأرض، و ليبيا ليست ثلاثة أقاليم، بل هي إقليم واحد. قسمها الاستعمار و وحدها الآباء و الأجداد، و لعل الحسنة الوحيدة التي تحسب للدجال النافق هي محافظته على هذه الوحدة.
و وظيفة اللجنة (التأسيسية و ليس الستين) يجب أن تكون فنية بحتة، فالمؤتمر الوطني (رغم عيوبه و قلة خبرته السياسية) يمثل أكبر شريحة من الشعب ، و يفترض أن يكون على تماس و تواصل دائم مع الشعب بمناطقه و تياراته السياسية ، و هو الأقدر على وضع الدستور، أما اللجنة التأسيسية فوظيفتها صياغة الدستور و ليس وضعه (و الفرق كبير) فوضع الدستور عمل سياسي و صياغته عمل فني قانوني ، أما التعديل الأخرق على المادة 30 من الإعلان الدستوري و الذي يقول بأن ذلك تأسيا بلجنة الستين فهو مغالطة تاريخية واضحة، لن يغفره الشعب الليبي للمجلس الوطني الانتقالي و سيلعنهم عليها إلى أبد الآبدين، و لكن ليس الآن بل عندما يكتشف و يعي حجم الكارثة.
 لقد شكل الستون شخصا سنة 1951م. المؤتمر الوطني في ذلك الوقت ، و ليس اللجنة التأسيسية الفنية. تلك اللجنة تم تعيينها من قبل المؤتمر الستيني ، و لا نعرف عدد أفرادها و لا يهم أن نعرف لأن عملهم كان فنيا و ليس سياسيا، و شتان بين وضع الشعب الليبي سنة 1951م. و الآن ؛ من حيث العدد و الثقافة و الاقتصاد و السياسة.
كما أن انتخاب لجنة صياغة الدستور (كلمة الستين تصيبني بالغثيان) يفقد المؤتمر الوطني صبغته التأسيسية و التاريخية العظيمة ، و يحوله إلى مجرد برلمان مؤقت محدود الصلاحيات للأسف الشديد ، و في هذا تحقير للمؤتمر و للشعب الذي انتخبه و لأرواح الشهداء، في سبيل استرضاء زمرة صغيرة لا تمثل الشعب الليبي العظيم ، و لا تريد الخير إلا لأنفسها و لمناطق محددة (هذا إن أحسنا الظن).
من قال لكم أن الشعب يريد الانتخاب، ما هي الإحصاءات و استطلاعات الرأي التي أجريتموها، و هل كانت على أسس علمية دقيقة؟ أم أنكم تلعبون بمصير الوطن و ليس لكم مصدر للمعلومات سوى "الفيس بوك" و الأبواق الإعلامية المملوكة لأفراد.
لم يكن هذا ظننا فيكم يا مؤتمرنا الموقر، لقد ضيعتم على أنفسكم فرصة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه ، و من كان منكم ذو عقل وضمير سيندم حين لا ينفع الندم ، و لكن سبق السيف العذل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق