الخميس، 30 أكتوبر 2014

بعيدا عن السياسة - قريبا من الوطن

رغم الأحداث المتلاحقة و التي تضغط علينا بشدة للقيام برود أفعال تجاهها ، إلا أن تفاؤلنا و أملنا بالله سبحانه و تعالى يدفعنا إلى التفكير في المستقبل. مستقبلنا القريب.
نظرا لعملي لسنوات طويلة في مجال البناء الإنشاءات ميدانيا ، و بشكل متواز أعمل في التعليم العالي (في نفس التخصص) لاحظت - بالإضافة إلى القصور الشديد الذي يعاني منه التعليم - لاحظت أن هناك هوة رهيبة تركت قصدا دون أي محاولة لسدها ، رغم توفر الإمكانيات.
إنه اليد العاملة الفنية الماهرة التي تستطيع تنفيذ العمل على الأرض.
و رغم وجود الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل ، و الراغبين فيه ، نظرا لعدم اتساع مقاعد الجامعات ، أو لعدم رغبتهم ، أو قدرتهم على مواصلة الدراسة ، نرى أنهم يعانون من عدم توفر أي مهارت تساعدهم على الحصول على أعمال ، و يتم في ذات الوقت اللجوء إلى العمالة الوافدة من قبل القطاعين العام و الخاص.
و يبدو لي أن ما يعاني منه قطاع البناء ؛ تعاني منه باقي القطاعات الأخرى ، و هذا الأمر سبب تخلفا شديدا للبلاد ، و أعطى الأجنبي قدرة على التحكم في سوق العمل ، بل و ربما حتى في السيادة الوطنية إلى حد ما.
عليه فأنا اقترح مشروعا بسيطا ، يمكن أن ينفذ منه نموذجا ، فإن نجح يمكن تكراره و لتخصصات مختلفة ، و إن فشل فلن نخسر كثيرا ، و هو ناجح بإذن الله لو وجد من يتبناه من رجالات الدولة و أصحاب القرار.
معهد حرف البناء:
·         يقبل هذا المعهد الطلاب من جميع الأعمار ، و لا يشترط مستوى دراسي معين.
·         ليس به دراسة نظرية سوى مادة واحدة هي (تحسين الإملاء و الخط) على أن يتم تدريب الطالب على هذه المادة أيضا بشكل عملي.
·         بالنسبة لأخلاقيات المهنة و إجراءات السلامة المهنية يتم دمجها مع التدريب العملي.
·         مدة الدراسة في المعهد 6 أشهر. يتم التدريب خلالها على تخصص واحد فقط.
·         تخصصات المعهد :
نجارة الخرسانة - البناء - حدادة الخرسانة - اللياسة (الملعقة) - البلاط - الطلاء و أعمال الجبس - نجارة النوافذ و البواب (تركيب) - كهرباء المباني - التركيبات الصحية.
·         يمكن إضافة تخصصات أخرى في المستقبل مثل: الأسفلت - حفر و دق الخوازيق - لحام كهربائي - تركيبات حديدية.
بهذا نكون قد ساهمنا بشكل رائع في بناء النهضة العمرانية التي نتطلع إليها ، و ساهمنا في زيادة دخل الفرد و المحافظة على الثروة القومية ، و ساهمنا في تحقيق الرخاء و حل العديد من المشاكل الاجتماعية ، أو الوقاية منها.
و من سيقول بأن "الليبيون يرفضون هذه الأعمال" أقول له:

ليس صحيحا ، ما يرفضه الليبيون هو الإهانة و المعاملة بازدراء ، و ليس العمل المثمر المفيد.

مهندس / خالد عمر أبوخبطة