رغم الأحداث المتلاحقة و التي تضغط علينا
بشدة للقيام برود أفعال تجاهها ، إلا أن تفاؤلنا و أملنا بالله سبحانه و تعالى يدفعنا
إلى التفكير في المستقبل. مستقبلنا القريب.
نظرا لعملي لسنوات طويلة في مجال البناء
الإنشاءات ميدانيا ، و بشكل متواز أعمل في التعليم العالي (في نفس التخصص) لاحظت -
بالإضافة إلى القصور الشديد الذي يعاني منه التعليم - لاحظت أن هناك هوة رهيبة
تركت قصدا دون أي محاولة لسدها ، رغم توفر الإمكانيات.
إنه اليد العاملة الفنية الماهرة التي تستطيع
تنفيذ العمل على الأرض.
و رغم وجود الآلاف من الشباب العاطلين عن
العمل ، و الراغبين فيه ، نظرا لعدم اتساع مقاعد الجامعات ، أو لعدم رغبتهم ، أو
قدرتهم على مواصلة الدراسة ، نرى أنهم يعانون من عدم توفر أي مهارت تساعدهم على
الحصول على أعمال ، و يتم في ذات الوقت اللجوء إلى العمالة الوافدة من قبل
القطاعين العام و الخاص.
و يبدو لي أن ما يعاني منه قطاع البناء ؛
تعاني منه باقي القطاعات الأخرى ، و هذا الأمر سبب تخلفا شديدا للبلاد ، و أعطى
الأجنبي قدرة على التحكم في سوق العمل ، بل و ربما حتى في السيادة الوطنية إلى حد
ما.
عليه فأنا اقترح مشروعا بسيطا ، يمكن أن ينفذ
منه نموذجا ، فإن نجح يمكن تكراره و لتخصصات مختلفة ، و إن فشل فلن نخسر كثيرا ، و
هو ناجح بإذن الله لو وجد من يتبناه من رجالات الدولة و أصحاب القرار.
معهد حرف البناء:
·
يقبل هذا المعهد الطلاب من جميع الأعمار ، و لا يشترط
مستوى دراسي معين.
·
ليس به دراسة نظرية سوى مادة واحدة هي (تحسين الإملاء و
الخط) على أن يتم تدريب الطالب على هذه المادة أيضا بشكل عملي.
·
بالنسبة لأخلاقيات المهنة و إجراءات السلامة المهنية يتم
دمجها مع التدريب العملي.
·
مدة الدراسة في المعهد 6 أشهر. يتم التدريب خلالها على
تخصص واحد فقط.
·
تخصصات المعهد :
نجارة الخرسانة - البناء - حدادة الخرسانة - اللياسة
(الملعقة) - البلاط - الطلاء و أعمال الجبس - نجارة النوافذ و البواب (تركيب) -
كهرباء المباني - التركيبات الصحية.
·
يمكن إضافة تخصصات أخرى في المستقبل مثل: الأسفلت - حفر
و دق الخوازيق - لحام كهربائي - تركيبات حديدية.
بهذا نكون قد ساهمنا بشكل رائع في بناء
النهضة العمرانية التي نتطلع إليها ، و ساهمنا في زيادة دخل الفرد و المحافظة على
الثروة القومية ، و ساهمنا في تحقيق الرخاء و حل العديد من المشاكل الاجتماعية ،
أو الوقاية منها.
و من سيقول بأن "الليبيون يرفضون هذه الأعمال"
أقول له:
ليس صحيحا ، ما يرفضه الليبيون هو الإهانة و
المعاملة بازدراء ، و ليس العمل المثمر المفيد.
مهندس / خالد عمر أبوخبطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق