السبت، 30 يونيو 2012

هل نحن دولة فيدرالية فعلا؟ مجرد تساؤلات!

يا دعاة الفيدرالية و يا كل الليبيين: لماذا  تقولون المنطقة الشرقية و المنطقة الغربية و المنطقة الجنوبية؟ هل نحن ولايات فيدرالية فعلا؟ و من الذي قسمها هكذا، و أين الشمال و الوسط و الجنوب الغربي و الشمال الشرقي؟ و من الذي يناضل و يضحي ،، و يعمل و يحس ،، و يأمل و يألم ... و ينتخب؟ الجغرافيا أم السكان؟ الأرض أم البشر؟  و هل الشرق ملك لأهل الشرق و الغرب كذلك، أم أن الأرض و ما فيها ملك لكل الليبيين، و لكن تصادف أن أقام عليها فئة منهم إلى أجل مسمى و من حقهم الانتقال للعيش فوق أي جزء منها في أي وقت؟

الجمعة، 29 يونيو 2012

دعاة الحرب والخراب


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي في الله... اليوم رأيت في قناة العربية دعاية لمقابلة الليلة مع المدعو احمد الزبير السنوسي الذي يدعو الى تقسيم ليبيا ,, اخواني الاعزاء انت تعلمون كما اعلم ما لذي حدث في السودان ,, وللذي لا يعلم اقول السودان خير دليل على مفهوم الفدرالية ,, اولا وهي الحرب التي استمرت زهاء العشر سنوات بل اكثر وتطاحن الاخوة السودانيون بينهم قتلا وذبحا وتدميرا وسرقة لاموال الشعب ,, هذه هي الفدرالية ,, فاذا اردتم ان يقتل الليبي اخاه الليبي ويشرب من دمه فمرحبا بالفدرالية ,, واذا اردتم دمار ليبيا وخرابها فمرحبا بالفدرالية ,, واذا اردتم خسارة دينكم ودنياكم فمرحبا بالفدرالية ,, واذا اردتم ان يلعنكم ابنائكم فمرحبا بالفدرالية ,, واذا اردتم ان تحققوا امنية سيف الاسلام القذافي الملعون فمرحبا بالفدرالية ,, واذا اردتم ان تكونوا مسخرة العالم بعد ان اثبتم انكم ابطال فمرحبا بالفدرالية ,, اخواني الليبيون الخسران المبين في الفدرالية ,, فسروها كما شأتم ان هذا الافاق الزبير احمد السنوسي ما هو الا مدعي الحرية ,, كان مسجونا في سجون المقبور الطاغية ,, وقد امتلأ قلبه حقدا وغلا على الليبيين لانهم تجاوزوه وحققوا ثورتهم لوحدهم ,, وعندما تحرر من سجنه وبدل ان يشكر الليبيين الاحرار انهم انقذوه من السجن العفن الذي كان موضوعا فيه ,, رد لهم الجميل مثل الكلب المكلوب بان عظهم وانقلب عليهم ,, حاقدا حاسدا لثورتهم ,, لا يريد الا ان يحكم ولا يرى الا عرش السنوسية المزعوم ليعتليه , فما كان منه الا ان تفتق هو ومن معه من ازلام الطاغية على فكرة تقسيم ليبيا بحجة انهم قوم تم تجاهلهم ,, سبحان الله هذا الافاق صدق فيه المثل ( سكت دهرا ونطق كفرا ) الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ) فأتى هذا الافاق بما ينزع الرحمة من قلوب الليبيين واشاع فيهم الفتنة والاشاعات المضللة بان الشرق مهمش ,, ونسى بل تناسى بان ليبيا كلها كانت في عهد الطاغية مهمشة .. وابسط مثل على ذلك الامازيغ – وانا منهم – كنا مهمشين في عهد الطاغية بل اننا حرمنا من الكلام بلغتنا وحرم علينا الغناء بلغتنا وحرم علينا ان نتكلم عن ثقافتا وتم تدمير البنية التحتية لجبل نفوسة لا يوجد شيء بالجبل سوى الخراب حتى المياه لا توجد وتأتي كل اسبوعين مرة ,, تعال ايها التافه الزبير لتزور اهل الجبل لترى التهميش بأم عينيك ,, ان الجبل لا يقارن بالشرق في الفقر والجهل والتهميش ,, سبحان الله لا يرى هذا الزبير ابعد من انفه ولا يفهم عقله شيئا وان فهم فكما يفهم الصرصور الذي اراه في مطبخنا المتواضع في بعض الاحيان ,, والله انني لاستغرب لشيخ في نهاية عمره يأتي بمثل مأتى به من حب السلطة وشهوتها ,, جهل وغباء ,, من اجل سلطة زائفة لا يهمه تقسيم البلاد والعباد ,, ثم ماذا بعد التقسيم المطالبة بدولة او مملكة لكي ينصب نفسه ملكا عليها ,, ثم ماذا الحرب بينه وبين باقي الليبيين ,, وحرب يمكن ان تدوم اربعين سنة لان العرب عندما يعلنون الحرب لا يعرفون لها نهاية ,, اخوتي الليبيين ,, ان وافقتم على الفدرالية او تركتموها تحدث ,, وان تركتم هذا الافاق يكمل مشواره فاعلموا نه يبشركم بالذبح ,, لا تظنوا انكم ستسلمون من الحرب فكما قامت الثورة المباركة لقتل القذافي ستقوم ثورة اخرى لتوحيد ليبيا وهذه المرة سيتحارب الشرق والغرب قتلا وذبحا وتدميرا لأجل فكرة سخيفة من هذا الجاهل الافاق ,, اخوة اليوم سيتقاتلون غدا ,, اخوة اليوم سيكونون اعداء الغد ,, اخوة اليوم سيذبحون بعضهم البعض ,, ولأجل ماذا لأجل رجل جاهل احمق يطيعه بعض الجهلة الحمقى مثله ,, ان ما يغيظني في هذا الموضوع انه نصب نفسه حاكما لإقليم برقة وتقوم قناة مثل العربية باستضافته باسم حاكم اقليم برقة ومجلسنا (( الموقر )) وكان الموضوع لا يهمه لا من قريب ولا من بعيد ,, ويبدوا ان المجلس يتآمر على ليبيا لأجل تقسيمها او ان المجلس يقول (( مازالي يومين ونمشي اعلاش بنجيب وجع الدماغ لروحي )) والله يا اخوتي لا المجلس ولا غير المجلس هو من يقرر تقسيم ليبيا من عدمها بل هم الثوار الاحرار الذين قتلوا الطاغية الجرذافي الملعون وهم من سينفذ الحكم اللائق بهذا الافاق عاشق السلطة والجاه.

اخيرا اخوتي اذكركم بان المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص اذا تداعت منه لبنة واحدة سقط كامل البنيان ,, فالحذر الحذر من هذا الافاق المخادع ,, الحذر الحذر ممن يريد تفريق الشمل وخراب البلاد ,, الحذر الحذر من هذا (الابو جهل) لا يخدعنكم ويدخلكم حربا الكل فيها هالك ,, هذا والله هو النار التي ستأكل الأخضر واليابس ,, ان ما يقوم به الان لم يخطر حتى على قلب الطاغية الجرذافي الملعون ,, والله لو علم الطاغية بافكار هذا السفيه لما سجنه بل جعله من وزرائه بما يحمل من افكار شيطانية .

اخوتي الليبيين ما كتبت هذا الكلام الا خوفا على ليبيا من كل افاق طالب سلطة , نظرت فرأيت نلسون مانديلا سجن 30 عاما وخرج فوحد البلاد والعباد وساوى بين البيض والسود وحكم بلاده بالعدل واستقال ,, ونظرت مرة اخرى فرأيت افاقا ابيضا سجن 30 عاما وخرج يحمل في قلبه غلا وحقدا على ليبيا ,, واول ما خطر على قلبه المريض هو تقسيم هذا الوطن الغالي لاسباب يعلمها الجميع بانها اقبح من ذنب ,, فاحذروا اخوتي اذا اردتم ليبيا نجية معافية قوية لا يسودها الا المحبة بين اهلها ,, اما اذا اخترتم هذا الاحمق فانا ابشركم بحرب بين الليبيين لا يعلم نهايتها الا الله سبحانه وتعالى.

اللهم نجي ليبيا من كل فتنة وحقق السلام لاهلها ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا من امثال هذا الاحمق احمد الزبير وامثاله وارحم شهدائنا وعافي جرحانا واتمم نعمتك علينا برئيس يخاف الله ويحكمنا بشرعه.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

والسلام على من اتبع الهدى.

الأربعاء، 27 يونيو 2012

ماذا ستقدم لنا أيها المرشح

 
أيها المرشح، شكرا لك لتعريفنا بنفسك، و لكننا لا نريد مصادقتك أو مصاهرتك، بل نريد معرفة ما ستقدمه لنا مقابل أصواتنا، نريده مكتوبا موقعا ليكون تعهدا و عقدا بيننا و بينك، يمكننا أن نحاسبك عليه إن أخلفت. نريد أن نرى البضاعة لا البائعين.
الأغلبية الساحقة من المرشحين يعرفون بأنفسهم و لا يعرفون ببرامجهم الانتخابية للمؤتمر الوطني، والقليل جدا من المرشحين (أحزابا و مستقلين) قدموا لمحات خجولة عن رؤيتهم السياسية و برامجهم الانتخابية، و ذلك يعطي انطباعا سيئا جدا و كأنهم لا يفقهون شيء في السياسة، و لا يعرفون لماذا هم ذاهبون إلى المؤتمر الوطني، أو أن لديهم أجندات خفية (وضارة) لا يريدون الإفصاح عنها، ما سبب حيرة كبيرة عند الناخبين و الشارع عموما.
الناخب حائر
أولا: الدستور:
·         كيف نستطيع صياغة دستور ينال رضا أغلبية الشعب الليبي؟ و ماذا لو تم رفض الدستور عند الاستفتاء عليه، و لأكثر من مرة؟
·         هل ستكون الدولة علمانية أم ستكون الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي أم الرئيسي أم الوحيد للتشريع، أم أحد مصادر التشريع فحسب؟ و ما هي مصادر الشريعة الإسلامية في رأيك؟ و على أي المذاهب؟
·         ما نظام الحكم الأفضل لليبيا حسب رأيك؟ و لماذا؟
·         ما هي الضمانات الدستورية (أو غيرها) التي من شأنها أن تحافظ على الديمقراطية و استمرار تداول السلطة؟
·         كيف يمكن صياغة الدستور بحيث يضمن تحول المجتمع الليبي من حالته الراهنة (كمجتمع قبلي متخلف) إلى مجتمع مدني حديث، مع المحافظة على هويته و أصالته.
·         هل تفضل النظام الرئاسي أم البرلماني أم المركب (المختلط)، و في حالة اختيار الأخير، ما هي الصلاحيات التي ستعطى لكل من الرئيس و البرلمان؟ و كيف نضمن عدم تغول أحد الفريقين و تسلطه على الآخر.
·         من الذي سيخول سلطة إعلان الحرب؟ و سلطة إعلان حالات الطوارئ الداخلية و حظر التجول؟
·         ما هي الضمانات الدستورية لعدم انقلاب الجيش و سيطرته على الدولة؟ و كيف نضمن استمرار مدنية الدولة و نمنع إعادة عسكرتها.
·         هل سيكون البرلمان من مجلس واحد أم مجلسين؟ و إذا كان سيتكون من مجلسين فما هي الأسس التي سيتم على أساسها اختيار أو انتخاب أعضاء كل منهما؟ و كم عدد أولائك الأعضاء؟ و لماذا؟
·         ما هي الأسس التي سيتم تكوين جهاز (أو أجهزة) الاستخبارات وفقها؟ و ما هي معايير اختيار أعضائها.؟ و ما آليات التحقق من توفر تلك المعايير؟ و ما هي الجهة العليا التي تتبعها؟ و كيف نضمن عدم تجنيد أعضائها من قبل جهات خارجية أو داخلية؟ أو توجيههم لصالح أجندات ضارة بالوطن من طرف مراكز قوى خارجية أو داخلية؟ و هل سيتم إدماج الأجهزة الاستخباراتية و الأمنية العاملة الآن ، و التي كانت عاملة قبل الثورة؟
·         ما هي الضمانات الدستورية لتحقيق التنمية الشاملة و التوزيع العادل للثروة و تنميتها و حسن استغلالها؟
·         كيف نضمن عدم سيطرة قوى أجنبية على السلطات التشريعية أو التنفيذية أو القضائية في الدولة؟ أو بعض أعضاء تلك السلطات؟
·         هل ترى أن النظام الفيدرالي صالح لليبيا؟ و لماذا؟
·         هل سيتم انتخاب رئيس الحكومة (الرسمية) أم سيتم تكليفه؟
·         كيف نضمن عدم سيطرة أحزاب بأجندات خارجية و تمويل خارجي، أو أحزاب ذات أجندات داخلية ضارة؛ على السلطة أو جزء منها؟
·         ما هي الحقوق الدستورية للأقليات العرقية و المذهبية و الدينية (إن وجدت).
·         هل سيسمح بعودة الليبيين (بما فيهم اليهود) الذين نزحوا من البلاد إبان حكم الطاغية؟ و هل ستقدم لهم أي تعويضات؟ و ما هي التعويضات إن وجدت.
·         ما هي المعايير التي تميز الليبي عن غيره (كجنسية)؟ علما بأن الطاغية كان قد حاول العبث بالنسيج الاجتماعي الليبي. و ما هي معايير التجنيس و شروطه في المستقبل.

ثانيا الحكومة المؤقتة:
·         هل سيتم الإبقاء على الحكومة الحالية أو بعض أعضائها؟ و في حالة البعض؛ من بالتحديد؟
·         إذا كان المزمع استبدال الحكومة الحالية بحكومة جديدة؛ فما هي معايير اختيار أعضائها؟ و ما هي الآليات التي تضمن توفر تلك المعايير؟
·         ما هي المهام الأولى أو الأساسية، التي يجب أن تكلف بها الحكومة المؤقتة؟
·         ما هي الصلاحيات التي ستخول لرئيس الحكومة المؤقتة؟
·         كيف نتأكد من أن الحكومة تؤدي المهام الموكلة إليها؟ و ما العمل في حالة مخالفتها لتلك المهام أو الاشتباه في وجود حالات خيانة بالحكومة و أجهزة الدولة؛ على أي مستوى كان (عدم النزاهة، أو التآمر مع جهات خارجية ضد مصلحة الوطن)؟
·         كيف ترى أهم معالم السياسة الخارجية الليبية خلال المرحلة الانتقالية القادمة؟
ثالثا الانتخابات القادمة:
·         متى ستبدأ الانتخابات التشريعية و الرئاسية القادمة؟ و لماذا؟
·         هل سيتم المحافظة على المفوضية الحالية للانتخابات؟ و لماذا؟
·         كيف نضمن نزاهة الانتخابات القادمة؟
ثالثا خاص بالقضاء و الإعلام:
·         هل ترى أن القضاء الحالي جيد؟ و إن لم يكن، فما هي سبل إصلاحه؟
·         هل ترى أن الإعلام الوطني الحالي جيد؟ و إن لم يكن، فما هي سبل إصلاحه؟
·         ما هي الجهة التي ستكون مسئولة على تمويل القضاء و الإعلام (تحديد و صرف المرتبات، توفير التجهيزات و المقرات.. الخ).
·         كيف نضمن عدم سيطرة الجهات الممولة للقضاء و الإعلام على تلك الجهات، و توجيهها لتنفيذ برامج خاصة بالجهات الممولة (أجندات)؟
·        ما هي القوانين التي سيتم التعامل بها و التقاضي وفقها خلال الفترة الانتقالية الثانية (المؤتمر الوطني)؟ هل سيستمر العمل خلال فترة انعقاد المؤتمر الوطني بالقوانين التي صدرت في عهد الطاغية، أم سيتم تجميدها؟ أم إلغاؤها كليا أو جزئيا؟ و إن كان جزئيا؛ فما هي القوانين التي ستجمد أو تلغى. و هل ستسن قوانين جديدة بديلة أم لا؟
·         ما رأيكم في القوانين و القرارات التي أصدرها المجلس الانتقالي الحالي، و هل ترون استمرار العمل بها أو بعضها أو تعديلها أو إلغائها جملة و تفصيلا؟ و إذا كان المزمع إلغاء (أو تعديل) بعضها؛ فما هي تحديدا؟
·         كيف نضمن عدم خضوع الإعلام لأصحاب الأجندات غير الوطنية، أو تجنيده من طرف جهات خارجية ضد مصلحة الوطن؟
·         ما هي أهم القوانين التي ترى ضرورة إصدارها في المرحلة الانتقالية القادمة؟
·         كيف ترى محاكمة أزلام النظام السابق، و في ظل أي قانون؟ و هل سيتم ذلك قبل تعديل القوانين التي صدرت في عهد الطاغية أم بعد ذلك؟
·         كيف ترون تحقيق العدالة الانتقالية؟
·         هل ستتم محاسبة و محاكمة الثوار جنائيا؟ و لماذا؟ و إن كانت الإجابة بنعم، فتحت أي قانون؟
·         هل ترون أن السلاح المنتشر عشوائيا الآن يشكل مشكلة و خطرا على البلاد؟ و إن كان ذلك، فما الحلول التي تقترحونها؟
و إن لم تكن لديك إجابات مقنعة لما سلف، فأنت لا تعرف لماذا أنت ذاهب إلى المؤتمر الوطني، نرجوك أن تترك الفرصة لغيرك.
بالله عليكم.
لا تجعلونا حقل تجارب مرة أخرى.


الاثنين، 18 يونيو 2012

دعــــــــــوة للأمـل

في أحد المشاهد التي نُقشت في الذاكـرة ، وسكنــت القلب ، و أورثت قناعة راسخة في النفس ،  هو منظر تلك النبتة الضعيفة التي شقت صخرة صماء ، وخرجت لتعلن أن الحياة ستستمر حتى ولو كانت الظروف المحيطة تعطي انطباعاً أولياً بصعوبة أو استحالة استمرار الحياة ، إن " الناظر "  ذا الفؤاد النقي و العقل الراجح و المتأمل في وضع الوطن الآن و باستعراضه للإمكانيات المتوفرة في هذا البلد الواعد من موقع جغرافي ، و طقس رائع ، واتساع و تنوع رقعته الجغرافية ، وتركيبته (الديموغرافية ) السكانية ، وخيراته الوافرة فوق الأرض وتحت أديمها، تجعل "الناظر" يخرج بنتيجة مفادها أن لدينا في وطننا الرائع ليبيا كافة الإمكانيات لقيام دولة ناجحة جداً وراقية جداً تكون نموذجاً ناجحاً و تعبيراً صادقاً عن الآمال و الأحلام التي تراودنا جميعا، فيما لو استغل أبناء الوطن الإمكانيات المتاحة بعد ترتيب بيتهم من الداخل بترسيخ منظومة قوانين تحكم علاقاتهم و تنظم شئونهم وتدير أمورهم كلها ، خاصةً وأنهم مجتمعٌ سليل حضارة عظيمة، نهضت بالعالم روحياً و مادياً لقرون و قرون و أوجدت مشروعاً نهضوياً حقيقياً فوق الأرض ، وليس خيالاً و وهماً و مرضاً فكرياً أثبتت الحقائق فشل تجارب المنادين به .
و ها هو العالم يعود للنهل و الأخذ من النبع الصافي الشريعة الربانية "الإسلام" الحنيف بعد أن وصلوا إلى نهاية أوهامهم من شيوعية "ماركسية" حقيرة منهارة ، و رأسمالية قذرة مفلسة ، و نازية مقيتة بشعة ، و فاشية فاشلة جاحدة ، و غيرها من ترهات العقول المريضة البعيدة عن النهج القويم و الصراط المستقيم ، إذ أنها لم تراع للبشرية حرمة ، و لا للكرامة الإنسانية حساباً، و لا للشرائع الإلهية اعتباراً، فكان نتاجها خراباً ووبالاً على البشرية جمعاء؛ إننا أصحاب منهج رباني كامل مكتمل فيه (حقوق)  للروح و الجسد ، للعقل و العاطفة ، للسان و المشاعر ، للعلم و العمل، للتخطيط و التنفيذ للعبادات و المعاملات ، للدنيا و الآخرة ، حق "الخالق عز و جل على عباده" وحقوق العباد فيما بينهم، إن هذا المنهج المكتمل نظرياً و عملياً قد تم تطبيقه فعلياً و كان نتاجه خيراً وفيراً و علماً غزيراً وواقعاً معاشاً حقيقياً، إخوتي أحبتي بني وطني لقد تعبنا كثيرا و أوذينا كثيرا  و عانينا طويلاً و مضى من العمر الكثير وسيذكر أبناؤنا يوماً بأنه قد أتيحت لنا فرصة نادرة لا تتكرر كثيراً لبناء دولة ذات أساس متين قوي "بمنظومة من القوانين "  تنظم شؤون و أمور البلاد و العباد قوانين مستمدة من دين أهل البلاد "الإسلام" الدين الصالح و الملائم لكل زمان و مكان و لا تتعارض معه كشريعة ارتضاها لنا ربنا جل في علاه ، ومنظومة القوانين هذه هي "الدستور" أو "العقد الاجتماعي" أو "القانون الأساسي " الذي يحكم وينظم أمور الحياة فيما بين أهل هذا الوطن الكرام ، و ينظم أمورهم مع من يختارونه لحكمهم ، وينظم الأمور في العلاقات الخارجية مع العالم كدول ومنظمات .
  إن الدول الناجحة تبنى بالإضافة لقانونها الأساسي "الدستور" على توسيد وإسناد الأمر لأهله أي اختيار الأصلح (ديناً و أمانةً و خلقاً وثقافة و تأهيلاً ) و الأحرص (وطنية وغيرة و عملاً ) أي وزن الناس بميزان دقيق أي وضع الإنسان الملائم في المكان الأنسب لخدمة وطنه وشعبه .
والذي يحقق ذلك بعد توفيق الله هو التكاثف و التعاضد بين أبناء الوطن الكرام المخلصين الأنقياء للوصول بالوطن لشاطئ الأمــان حيث الحقوق مصــانة للجميــع في دولــة حديثــة دولة الأمــان ، والتربية و التعليم و البحث العلمي ، و الصحة و الرعاية الصحية ، دولة القانون الكافل للعدل ، دولة العدالة في الحقوق والواجبات ، دولة المؤسسات القوية الفاعلة ، دولة الكرامة للإنسان جنيناً و رضيعاً وطفلاً و فتياً و شاباً و كهلاً و شيخاً ذكراً كان أو أنثى ، دولــة بـنــاء الإنسـان و التنمية المستدامة بالاستغلال الأمثل لكافة الإمكانيات المتاحة بدراسة و تخطيط و تدبير محكم يضمن بعون الله حاضراً مزهراً و مستقبلاً مثمراً تكون الأحلام فيه حقيقة و الآمال واقعاً مُعـَاشاً بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد وتوفيقه.

وما استعصى على قوم منالٌ .............. إذا الإقدام كان لهم ركابا

وصلي اللهم و سلم وبارك على سيدنا و حبيبنا محمد وآل بيته الأطهار و ارض اللهم عن الصحابة الكرام أجمعين و عن التابعين ومن سار على هدي نبيك و رسولك إلى يوم الدين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
م . محمد أمسلم محمد التومي - رئيس اللجنة الإعلامية بالتجمع



طرابلس – ليبيا
الأربعاء 16من شهر رجب الحرام 1433 من الهجرة النبوية
الموافق 6 - 6 – 2012 م



الخميس، 7 يونيو 2012

بدا المجرم "بوزيد دوردة" خلف القضبان مستريحا مبتسما منشرحا، و كأنه يطل من نافذة منزله ليشاهد بعض الحمقى الذين يؤدون ما يشبه مسرحية هزلية، وكأن لسان حاله يقول: طالما أني وصلت إلى هنا فالبراءة مضمونة.
و  نحن نسأل هؤلاء الذين خارج القفص و الذين من وراءهم : هل هذه هي المحاكمة التي كان ينتظرها الشعب الليبي؟ هل هذه هي التهم التي كان من المفترض أن توجه إلى هذا المجرم و أمثاله؟ و الله إنها تبدوا كتهم جنائية عادية جدا يمكن أن توجه إلى أي شخص ارتكب بعض المخالفات التافهة، و قد يخرج من القضية بريئا (لعدم صحة إجراءات الضبط). ثم بأي قانون سوف تحاكمون دوردة و أمثاله؟ بقوانين القذافي التي فـُصـّلت على مقاسه و مقاسهم تفصيلا، أم بقوانين جديدة لم تصدر بعد؟ و أي قضاة سوف يحاكمونه؟ قضاة ثوار، أم نفس القضاة الذين كان يتعشى معهم و يلعب معهم الورق؟
المحاكمات يا سادة يجب أن تكون سياسية و ليست جنائية، و التهمة الأهم هي مساندة طاغية دجال فاسق أذل رقاب الشعب الليبي طيلة 40 سنة، و إطالة مدة بقائه في الحكم. التهمة الأهم هي التآمر مع أعداء الشعب الليبي في الداخل و الخارج لسحقه و إذلاله و تدميره جسديا و نفسيا و فكريا و تدمير مستقبله و مستقبل أبنائه و أحفاده  وخنق حرياته و نهب ثرواته و رميه في هوة من الجهل و المرض و التخلف. التهمة الأهم هي ملاحقة الأبطال المجاهدين المناضلين الشرفاء في الداخل و الخارج و القبض عليهم و قتلهم و التنكيل بهم .



 إن التهمة كان يتوقعها الليبيون هي:

الخيانة العظمى

و ليس مجرد مخالفات جنائية تافهة

حتى لا يذبح الثوار بسكين حقوق الإنسان

شاء الله في يوم الثلاثاء قبل الماضي 07 / 02 / 2012 أن أكون أحد المتواجدين في اجتماع دعت إليه ما قالوا بأنها تنسيقية منظمات المجتمع المدني بطرابلس. والموضوع خصوص الاجتماع هو إرسال رسالة للجهات ذات الاختصاص ( رئيس الحكومة – وزير العدل – النائب العام ) حول الحالة الأمنية في العاصمة طرابلس أتفاجأ بقلة المتواجدين لحضور الاجتماع والإعداد المسبق للرسالة.


 ويزداد هول المفاجأة بمحتوى الرسالة المعدة سلفاً والتي بعد قراءتها أحسست وكأنها مكتوبة بناء على إملاء من الطرف الآخر المعادي لليبيا الجديدة ومما زاد الطين بله حضور مجموعة من الأشخاص أدّعوا بأنهم من تاورغاء ليطلبوا الكلمة التي تم فيها توجيه الاتهام جزافاً بأن أهل تاورغاء يتعرضون للعنصرية والإذلال وبأنهم يعانون في مراكز إيوائهم داخل طرابلس من الإهمال والتهميش لتبدأ معزوفة الجحود بأن أهل طرابلس لم يقدموا لهم شيء وأنه قد تم الهجوم على أحد مراكز إيوائهم في جنزور ما تسبب في قتل ثلاثة عشر شخصاً بعد هجوم من "المتمردين"!!!
وهذا اللفظ أطلقه المتحدث وبعد أن " تقيأ " ما أراد بالإضافة لتهديده بالخروج في مظاهرة تحمل ثلاثة عشر نعشاً سيتوجهون بها لمقر البعثة الأممية في طرابلس لطلب الحماية الدولية.وقد سارع هو ورفاقه بالخروج من القاعة دون السماح بالرد ولا توضيح أسباب الحادثة بحجة اللحاق باجتماع مع رئيس الوزراء مع أن السيد رئيس الوزراء في ذلك اليوم  كان في سبها لحضور الاجتماع مع المجالس المحلية.

يقصفنا بالطائرات و ندافع بالبنادق، و لا أثر لحقوق الإنسان


 ومن ما هول ما قرأت وسمعت أردت الخروج ولكن رفيقي في ذلك الاجتماع طلب مني التريث والصبر خصوصاً بعد تكلم أحد الحضور والذي قال بأنه ليس عضواً في منظمة مجتمع مدني ليبية ويتبع منظمة حقوق إنسان عالمية كبرى وأن الرسالة المعدة بما تحتويه هو بمعرفتهم وإعدادهم المسبق ومن هنا نبدأ لطرح العديد من التساؤلات حول ما حدث في هذا اليوم , وما هو المراد من ذلك الاجتماع ؟ هل هو تمرير تلك الرسالة المشبوهة بما تحتويه تحت مسمى تنسيقية منظمات المجتمع المدني ؟ فأين هي المنظمات في ذلك الاجتماع إذ لم يتجاوز الحضور العشرين شخصا ًبل أقل ؟ وهل هي تنسيقية حقيقية أسست بناءً على اتفاق مجموعة منظمات المجتمع المدني  في طرابلس؟ أم هي مجرد اسم وواجهة يراد من خلالها تمرير رسائل ذات دلالة واضحة للحكومة وبالتالي للعالم الخارجي مفادها أن أمن العاصمة طرابلس وليبيا بالكامل مختل بل لا يوجد أمن مطلقاً وأن السبب هم الثوار.
ثوار ليبيا

 وهذا التحليل السابق يظهر جلياً من خلال قراءة الرسالة الموجهة للحكومة ويثير العديد من علامات الاستفهام حول انتشار منظمات حقوق الإنسان كالفطر في ليبيا الجديدة والخوف كل الخوف من أن تكون حصان طروادة يختبئ داخله كل من يريد الكيد لليبيا ولثوار ليبيا وذلك بعدم الإشارة ولو ضمنياً لإيجابيات ومساهمات الثوار وكونهم العمود الفقري لحفظ وتطبيق أي خطة أمنية في العاصمة طرابلس أو غيرها من مناطق ومدن ليبيا الحبيبة والاكتفاء بالتركيز على أحداث صغيرة ومحصورة ومحاولة تعميمها وجعلها هي الأساس في إلصاق تهمة الإخلال بالأمن في مختلف الأماكن والثوار من ذلك براء ونسيان أن النظام السابق قد أطلق ما يقارب خمسة وعشرين ألف سجين جنائي لا يزالون مطلقي السراح بالإضافة للمتربصين من شراذم الشر الممولين بالأموال المسروقة من خزانة الشعب الليبي.

أين كانت منظمات حقوق الإنسان وقتها؟

  ومع ما سبق الترديد باستمرار بضرورة سحب سلاح الثوار وكأنه المشكلة وليس الحل الذي أوصل الشعب الليبي للإطاحة بالنتن المقبور ونظامه العفن بالإضافة لكونه الرادع لبقايا اللأنظام المنهار في محاولاتهم المتكررة لإثارة الفتن في عدة مناطق  من بلدنا ليبيا , وعدم الإشارة  مطلقاً لسحب السلاح من أزلام وبقايا اللانظام البائد المتعفن إذ أنهم السبب في إثارة القلاقل بما هو موجود عندهم من سلاح مخفي ومخبأ وكذلك المال الموجود بحوزتهم داخل البلاد وخارجها حيث تحاك المؤامرات في عدة دول مجاورة لإحداث الفتنة والحلم بإعادة أبناء المقبور لحكم البلاد ومحاولة إجهاض ثورة استرداد الكرامة لشعبنا وعرقلة المسيرة المؤيدة بنصر الله ومحاولة إسكات نداء الله أكبر فالله أكبر ولله الحمد وخاب وخسا كل عابد للأصنام البشرية.

محمد امسلم التومي - رئيس اللجنة الإعلامية بالتجمع طرابلس ليبيا 9   /فبراير/2012                                                                              

ومضات في ذكر ما جرى ( ثورة التكبير ثورة الكرامة 17 فبراير)

لكي لا نكون شعباً من غير ذاكرة ونحن على أعتاب إحياء الذكرى الأولى لملحمة العزة والكرامة للوطن الغالي ليبيا إنّ ثورة 17 فبراير كانت تتويجاً للمحاولات العديدة لاستعادة الوطن المغصوب من طاغية عصره وفرعون زمانه فقدراً في سنين الجمر كان الطغاة هنا.... ولكن بفضل الله منك يا وطني رجال غيروا القدر ...جاءت ثورة 17 فبراير والشعب الليبي في أقصى حالات الاحتقان وفي قمة فصول المأساة وذلك عندما ظهر جليا بأن الجمر قد كان يتقد تحت الرماد وأن أحرار شعبنا كانوا أسودا ًنائمة وأن الأحرار الليبيين  ذوي التاريخ النضالي لم يستبدلوا بقطيع من الخراف المستكينة والمستسلمة لسكين الجزار الدموي البشع لتزأر الأسود وتهجم على الواهم بأنه قد صار في مرتبة الإلوهية الم يقل بأن شعبي يقدسني كما يقدس اليابانيون إمبراطورهم فأجابه أحرار ليبيا بأننا لا نحني جباهنا ولا نعبد إلا رب السموات والأرض رب العالمين رباً واحداً لا شريك له وادعائه الإلوهية وصل إليه بعد محطات من الإنكار  للسنة الشريفة والطعن في الصحابة والاستهزاء بهم وبأمهات المؤمنين وإنكار الحجاب وزعمه بأن الحجاب من الشيطان وإنكار شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام وزعمه بأن الكعبة المشرفة ليست حكراً على المسلمين بل هي لكل الملل وتحريمه للتجارة وتحليله للربا والإدعاء بالشيء وفعل عكسه وتحريف كتاب الله والكذب على الشعب مرات لا تحصى والزج بالبلد وشعبه في حروب ومشاكل لا ناقة لنا فيها ولا جمل فمن أوغندا وتشاد إلى لبنان وحرب إيران والعراق وغيرها وصرف أموال الشعب الغلبان الفقير على كل ما هو دمار وخراب ودعم المنضمات الإرهابية فمن حركة تحرير فطانى إلى سوابو إلى البوليساريو إلى الجيش الجمهوري الايرلندي وعدد ولا حرج عليك وما تجويع الشعب في سنوات الثمانينات وإثناء سنوات الحصار في التسعينيات والإعدامات بالجملة منذ وصوله للسلطة بعد الانقلاب الأسود لتصل قمة المأساة بقتل 1270 سجين في أبي سليم بلا ذنب في اقل من ثلاث ساعات ناهيك عن الزج بآلاف من أبناء الشعب الليبي في المعتقلات , وتدمير الاقتصاد الوطني وتحطيم البنية الإدارية للبلاد منذ سنة 1973 وتدمير البنية التحتية والتدخل لتغيير التركيبة السكانية " الديموغرافية " بتجنيس غير الليبيين لخلق الولاء له ولحكمه بل وصل لتدمير الإنسان الليبي بنشر الأمراض أطفال بنغازي وحقنهم بفيروس الايدز 438 طفل برئ عام 1998 وألف شاب ليبي سنة 2000 أصيبوا بالايدز نتيجة لتعاطي المخدرات عن طريق الحقن عن طريق الأفارقة المروجين للمخدرات إلى إن حدثت ضدهم ثورة في الزاوية وجلب وترويج المخدرات بكميات ضخمة جعل من ليبيا دولة استهلاك وعبور وذلك كله تحت سمع وبصر أجهزة أمن النظام وكان وراء هذا الأمر أشخاص معروفين من ضمنهم لإغراق شبابنا في الإدمان ,  وتدمير التعليم كمؤسسة واللعب بالمناهج والمقررات الدراسية فأصبح تعليماً فارغاً من مضمونه ينتج عاطلين عن العمل وذلك لإبعاد أطفال وشباب ليبيا عن التعلق بالعلم  وصرف الانتباه عن التعليم فما جدوى التعليم إذا تخرجت عاطلاً بينما  يتم تجنيد صغار السن غير المتعلمين في الكتائب الأمنية بمرتبات تفوق مرتبات المتعلمين من أطباء ومهندسين وغيرهم فلا علم نافع ولا لغات أجنبية تدرس ولا مدارس تناسب كمباني مع العملية التعليمية وغياب التأهيل للمعلمين وتكريههم في التدريس حيث جعل منهم أفقر أفراد المجتمع وإحالتهم على فائض الملاكات الوظيفية وإفساد الصحة العامة بدفع الأكفاء للهروب من العمل في ليبيا لينتشروا في بلاد الله الواسعة 2000 منهم فقط في بريطانيا مروراً بالإدارة السيئة للمستشفيات والمرافق الصحية واستيراد الأدوية لشركات مملوكة لأشخاص كثير منهم عيه آلاف إشارات الاستفهام من حيث التخصص والذمة والوطنية , ونشر الأورام نتيجة للإشعاعات الضارة تحت الأرض وفوقها وجلب الأغذية الفاسدة والمسرطنة , وانتشار القمامة عن عمد وإحراقها في الهواء الطلق في مكب السدرة بعين زارة ألم تكن العاصمة يومياً تختنق بدخان حرق القمامة  ولم يقف الأمر إلى أن غطت سحب الدخان باب العزيزية , زد على ذلك مسلسل الإفقار الممنهج والاحتياج الدائم للشعب والتسول أمام أبواب الجمعيات الاستهلاكية ولنذكر كذلك بمأساة الأسواق والفترة الرهيبة التي عاشها الليبيون في ظل تجربة الأسواق أشرس من  تجربة مواطني الدول الشيوعية وإيقاف مرتبات العاملين في الدولة لعديد الشهور   تذكروا هذا ياليبيين.
وكذلك الحالة العامة للطرق التي سببت مئاسي ضحاياها أكثر من ضحايا الحروب نتيجة للإهمال المتعمد , وقانون 15 السيئ الذكر الذي أوقف الليبيين ثلاثون عاماً عند سقف مرتبات لا توجد حتى في أفقرا لدول ولم لا فنحن نعيش الجنة الأرضية في عصر الجماهير التي عصرت ولم يتبق منها سوى قشور يابسة تحت وطأة حكم شيطاني مجنون بالعظمة الشخصية والولاء حتى النخاع لأسياده الذين أوصلوه للحكم والتفنن في إذلال هذا الشعب المسكين الطيب , ألم يقلها واضحة في عدة مرات لا  تكلموني عن النفط . صحيح فإن النفط الثروة القومية الرئيسية لأبناء الوطن ليست لهم بل هو لأسياد الطاغية في الشركات المتعددة الجنسيات والذي كان وكيل أعمالهم والمشرف على تنفيذ خططهم  في استنزاف الوطن المسروق من أبنائه بل أصبح المأفون المقبور يتفنن في إرضاء أسياده ليضمن بقاءه في الحكم لأطول فترة بل توريثها لأبنائه من بعده , فحصيلة الأمر كان تحت وطأة  الحكم الزائل البائد لا قوام ولا وجود للدولة وإنما  لا نظام أمني قمعي دموي يسعى للبقاء على صدور أهل البلاد مهما كلف ذلك من قمع وقتل وإذلال فثار الشعب وعقد العزم على انتزاع صك الحرية والكرامة ممهورة بدماء آلاف الشهداء الذين بذلوا الدماء والأرواح استجابة لنداء العزيز القدير الذي جعل كل من مات , دون دينه أو نفسه أو ماله أو عرضه أو بكلمة حق عند سلطان جائر , جعله شهيداً فبعد البغي والطغيان والكفر والإصرار على القتل والنهب والحرق والتدمير والاغتصاب توجه للشعب الذي خرج على جلاده سائلاً باستهزاء  واحتقار من أنتم ؟ ؟ فأجابه الأحرار بأننا أبناء الوطن الحقيقيين الذين يريدون استعادة الكرامة والحرية لوطن سرق من أهله طويلاً طويلاً ولكن سبق في علم الله أن تكون بداية جديدة ندعوا الله عز وجل ونستغيثه أن تكون بداية خير لشعب ظلم طويلاً وأن يكون هذا الخير العميم الموجود في هذا البلد سبباً لبناء وطن نعيش فيه أعزاء بكرامة ورخاء لتستلمه بعدنا أجيال تعيش فيه يكون لها وطناً عزيزاً كريماً يعلوا فيه نداء الله أكبر.


محمد امسلم التومي - رئيس اللجنة الإعلامية بالتجمعفبراير 2012