السبت، 20 يوليو 2013

ثقافة دستورية 1



سنحاول بإذن الله و توفيقه أن نشارك في صنع دستورنا و بالتالي بناء دولتنا الحديثة عن طريق نشر سلسلة من المقالات التثقيفية بخصوص الدستور ، خاصة و أن إعلامنا المبجل مهتم كثيرا بهذا الشأن ، حيث يبدو أن أمر الدستور بالنسبة إليه تافه و لا قيمة له، بل هو أقل أهمية من الأغاني و المسلسلات.

و سوف نراعي إن شاء الله أن تكون هذه السلسلة مختصرة قدر الإمكان ، و تبدأ بالأساسي والمهم ، ثم تتدرج صعودا. و الله ولي التوفيق.

أنواع الدساتير من حيث الشكل:

تقسم الدساتير من حيث الشكل إلى: مدونة و غير مدوّنة (عرفية) و من حيث كيفية التعديل إلى دساتير مرنة و دساتير جامدة.

1.     الدساتير المدوّنة :
يقصد بها الدساتير المكتوبة في وثيقة أو عدة وثائق رسمية حيث تتولّى السلطة التأسيسية (المشرّع الدستوري) وضعها، و هي تتميّز بالوضوح و الدقة و الثبات كما تشكل عامل ثقافة للمواطن و تعود الأسباب التاريخية لتدوين الدساتير إلى:
وقوع ثورات تأتي بدساتير جديدة.
قيام دولة جديدة أو إتحاد فيدرالي.
وضع الدستور عن طريق المنحة أو التعاقد (سيتم توضيح ذلك لاحقا)

علما بأن الدساتير المدوّنة توضع عادة لتتجاوب مع سرعة التغيرات الواقعة في المجتمع، و أوّل دستور مدوّن في العصر الحديث هو دستور الولايات المتحدة الأمريكية 1787 و دخل حيز النفاذ بعد سنتين، ثم الدستور الفرنسي 1791.
الدساتير العرفية : و هي الدساتير التي تنشأ عن طريق العرف أي نتيجة إتباع السلطات العامة في الدولة عند تنظيم شؤون الدولة سلوكيات معيّنة تستمر لمدة طويلة فتتحوّل إلى عرف دستوري ملزم لهذه السلطات و المثال التقليدي للدساتير العرفية غير المدوّنة هو الدستور الإنجليزي، غير أنه يتضمن مجموعة وثائق مكتوبة نذكر منها وثيقة العهد الأعظم 1215 و ميثاقي الحقوق لسنتي 1628 و 1689، و قانون البرلمان 1911-1949، و قانون 1958 الذي سمح بدخول المرأة البريطانية إلى مجلس اللوردات.
نشير هنا إلى أن هذا التقسيم نسبي لأنه في الدساتير العرفية توجد وثائق مكتوبة و في الدساتير المكتوبة تتكوّن أعراف دستورية.


1.     الدساتير المرنة :وهي الدساتير التي يمكن تعديلها بإتباع نفس الإجراءات المحدّدة لتعديل القوانين العادية و تتولى مهمة التعديل السلطة التشريعية. فمن الناحية الشكلية لا يوجد فرق بين الدستور و القوانين العادية، و من أمثلة الدساتير المكتوبة المرنة دستور إيطاليا 1848، دستور فرنسا 1814، الإتحاد السوفياتي 1818، إيرلندا 1922.
2.     الدساتير الجامدة : وهي الدساتير التي يتطلب تعديلها إجراءات أشد تعقيدا من الإجراءات التي يعدّل بها القانون العادي، و الهدف من جعل الدستور جامدا هو كفالة نوع من الثبات لأحكامه و جعل الدستور جامدا يعني أحد الأمرين:   إما حظر تعديل الدستور، و إما  إجازة التعديل بشروط خاصة أو مشددة.

الدساتير التي تحظر التعديل :

تستعمل الدساتير نوعين من الحظر : الحظر الزمني و الحظر الموضوعي.
فالحظر الزمني يقصد به حماية الدستور لفترة زمنية معيّنة حتى يضمن تنفيذ أحكامه، أما الحظر الموضوعي، يقصد به حماية فقرات أو مواد معيّنة في الدستور بمنع تعديلها لأنها تشكل أساس نظام الحكم.

الدساتير التي تجيز التعديل بشروط خاصة :

عادة ما يراعى في تعديل الدساتير الجامدة اعتبارات سياسية و فنية، فبالنسبة للاعتبارات السياسية تتمثل في أن التنظيم المقرر لتعديل الدستور لابد أن يراعي جانب السلطات التي يقوم عليها نظام الحكم، فمثلا في النظام الديمقراطي شبه المباشر يراعى الشعب و البرلمان، و في الدولة الاتحادية يراعى الولايات الأعضاء في الإتحاد.

إعداد:
مهندس / خالد أبوخبطة
تجمع ليبيا الرخاء

ماذا نريد في الدستور:


نحن على أبواب أهم استحقاق في تاريخ ليبيا الحديث ، ألا و هو الدستور (الذي هو ببساطة عقد استخدام بين الشعب و السلطة) ، و لكن الدستور قد يكون سيفا مسلطا على رقابنا بدل أن يكون عقدا يحمينا و يحمي حقوقنا، إذا لم نحسن انتقاء من يكتبونه و تحديد ما نريد منه بالضبط ، حتى تكون السلطة خادما لنا لا سيدا يستعبدنا.
عليه فإننا ندعوا كافة منظمات المجتمع المدني أن تبدأ في توعية الشعب الذي ت...مثله ن و أن تطلب ما تريد من الدستور.
و ها نحن نبدأ بأنفسنا، فنطلب و نطالب كل من سيتولى مسؤولية كتابة الدستور؛ و كافة الجهات ذات العلاقة، بالآتي:
• اتخاذ كافة الاحتياطات و الإجراءات التي تضمن أن ينال الدستور رضا أغلبية الشعب. و لا يتم رفضه عند الاستفتاء عليه
• يجب أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي (و ليس الرئيسي) و أن تعتبر أي تشريعات مخالفة للشريعة باطلة و غير دستورية.
• توفير أقصى حد من الضمانات الدستورية و العملية (بما في ذلك حق الشعب في امتلاك و حمل السلاح في ظل القانون) والتي من شأنها أن تحافظ على الديمقراطية و استمرار تداول السلطة سلميا، و تجعل من عودة الديكتاتورية أمرا مستحيلا.
• توفير أقصى حد من الضمانات الدستورية لعدم انقلاب الجيش و سيطرته على الدولة.
• ضمان حق الشعب في التعبير و انتقاد السلطات و الشخصيات التي تمثلها ، بما في ذلك إنشاء و استخدام كافة الأجهزة و الوسائل الإعلامية المتاحة.
• ضمان حق الشعب و كل فرد من أفراده في الملكية المالية و العينية و الفكرية ، و حق حمايتها من قبل أجهزة الدولة.
• ضمان حق الشعب في التظاهر السلمي و الاحتجاج ضد أي مكون من مكونات الدولة أو السلطة بما في ذلك المطالبة بإسقاط الحكومة أو البرلمان أو رئيس الدولة أو الجهاز القضائي أو أي من مكوناته؛ قبل استكمال مدتهم المقررة، إذا ساد الإحساس بعدم كفاءة أو إخلاص أي من تلك المكونات.
• أن يضمن الدستور استمرار مدنية الدولة و يمنع إعادة عسكرتها ، أو استيلاء الجيش على السلطة أو التحكم في مقاليدها بأي شكل من الأشكال.
• أن يكون نظام الحكم جمهوري مختلط (برلماني مع صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية) مع وضع بنود تضمن عدم تغول أي من الطرفين على الآخر و استئثاره بالسلطة.
• ضمان المحافظة على اللحمة و الوحدة الوطنية ، و ضمان عدم وجود أي شكل من أشكال التقسيم السياسي للبلاد ، و النص على قدسية كل جزء من تراب الوطن و أن المساس به يعتبر مساسا بكل مواطن فيه.
• أن يؤسس لتحول المجتمع الليبي من حالته الراهنة (كمجتمع قبلي متخلف) إلى مجتمع مدني حديث، مع المحافظة على هويته و أصالته.
• أن يتم اختيار رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب المباشر من قبل الشعب على أن تكون الانتخابات من جولتين ، و تحديد فترة الرئاسة بأربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، على ألا يبدأ التجديد إلا بعد مرور 20 عاما من انتخاب أول رئيس للبلاد. و ذلك ضمانا لدوران عجلة الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة.
• أن يتم انتخاب أعضاء البرلمان انتخابا حرا مباشرا و تحت رعاية الأمم المتحدة و غيرها من المنظمات الدولية المختصة و منظمات المجتمع المدني ، و أن يكون الانتخاب على أساس "فردي" و ليس على أساس القوائم الحزبية، و حسب عدد السكان و ليس حسب التقسيم الجغرافي أو الإقليمي.
• تخويل رئيس الجمهورية (أو نائبه) سلطة إعلان الحرب , ويخول البرلمان سلطة إعلان حالات الطوارئ الداخلية و حظر التجول، على أن تكون في أضيق نطاق و لأقل فترة ممكنة.
• أن يتكون البرلمان من مجلسين (مجلس للنواب و آخر للشيوخ) على أن يتم تكوين مجلس النواب عن طريق الانتخاب المباشر , و تعيين مجلس الشيوخ بواسطة رئيس الجمهورية على أساس الكفاءة العلمية و الخبرة و الوطنية ، و ليس على أساس الانتماءات الجهوية أو السياسية أو الطائفية.
• توضيح الأسس و المعايير و الهيكلية العامة التي تتكون على أساسها أجهزة الاستخبارات و معايير اختيار أعضائها. على أن ترسل تقارير الاستخبارات العامة إلى كل من رئيس الدولة و رئيس الحكومة و رئيس البرلمان، أما الاستخبارات العسكرية فترسل تقاريرها إلى رئيس الأركان و وزير الدفاع و رئيس الحكومة. مع وضع كافة الضمانات الأخرى التي تكفل عدم تغول أجهزة الاستخبارات على الشعب أو السيطرة على السلطة أو وقوعها تحت سيطرة أي فرد أو جهة بعينها.
• وضع الضمانات الدستورية التي تحقق التنمية الشاملة و التطور الاقتصادي والتوزيع العادل للثروة و تنميتها و حسن استغلالها، و تحويل اقتصاد البلاد من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي ، و تحويل ليبيا إلى دولة صناعية على أسس صحيحة، بما فيذلك التأكيد على الاهتمام بالثقافة و التعليم و البحث العلمي.
• ضمان عدم سيطرة قوى أجنبية على السلطات التشريعية أو التنفيذية أو القضائية في الدولة. أو بعض أعضاء تلك السلطات.
• ضمان نزاهة و وطنية و كفاءة كافة أفراد الجهاز القضائي ، ثم ضمان استقلالية ذلك الجهاز و عدم خضوعه لأي سلطة أخرى غير الضمير (تقوى الله) و الدستور و القانون و الشعب.
• أن يتم تكليف رئيس الحكومة من طرف البرلمان، بالتشاور مع رئيس الجمهورية و الاستئناس برأيه، و من ثم يتولى رئيس الحكومة عرض قائمة بأعضاء حكومته على البرلمان لإقرارها أو طلب تعديلها ، و يعتبر وحده مسئولا أمام البرلمان عن أداء حكومته.
• وضع الضمانات الكفيلة بعدم سيطرة أحزاب بأجندات خارجية و تمويل خارجي، أو أحزاب ذات أجندات داخلية ضارة؛ على السلطة أو جزء منها؟
• المحافظة على التنوع العرقي و الثقافي و المذهبي الشعب و محاربة جميع أشكال التفرقة العنصرية و القبلية و الجهوية داخل البلاد.
• وضع المعايير التي تميز الليبي عن غيره (كجنسية). علما بأن الطاغية كان قد حاول العبث بالنسيج الاجتماعي الليبي. و وضع معايير التجنيس و شروطه في المستقبل.
• التأسيس لمبدأ الشفافية ، و محاربة الفساد ، و محاسبة كل من يشتبه في فساده أو تقصيره أو تآمره مع أي جهة أجنبية ضد مصلحة الوطن، و سن العقوبات الحازمة و الرادعة لذلك.
• اعتبار الأرض والأموال و الممتلكات الليبية العامة حق لكل مواطن لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه، والمطالبة بكل الأموال التي تسبب الطاغية و زبانيته و نظامه المباد في ضياعها و تبديدها ، أو التي تم الاستيلاء عليها إبان الثورة دون وجه حق، و ملاحقة و معاقبة كل من شارك في ذلك ، و المطالبة بكل جزء من الأرض الليبية تسبب الطاغية و نظامه في إضاعته أو تسليمه إلى دول أخرى.
مهندس / خالد أبوخبطة
تجمع ليبيا الرخاء

الاثنين، 15 يوليو 2013

قصيدة دجال العصر


دجال ليبيا النافق

كنا قد نشرنا مذكرة حاولنا فيها حصر أهم جرائم الدجال النافق ، و هذه أرجوزة في نفس المعنى أهداها إلى التجمع الشاعر "عمر بن يحيى الفساطوي"

--- البداية القذرة ---

أهلة و حقب تمر ---- و ما عانينا منتن و مر

من أمّة دهانا منها ما دها ---- مصيبة جاءت به مشوها

مشرد يلتقط و يحقن ---- و ينزع ضميره و يدفن

من فئة تأمرها فتأمر ---- شرارها في العالمين العسكر

مؤيد من عندهم منصور ---- ليسلم ما سلم الصنبور

تميز في المحفل العتيد ---- بالطاعة و سرعة التنفيذ

فقلد رقابة الإقليم ---- و واجبات المانح الكريم

و قادة كالأبل تقاد ---- تقطرها من أنفها "الموساد"

إخوانه في المشرق و المغرب ---- قد توجوه ملكا للكذب

قد بويع للأمة الأمين ---- فقبل و أقسم اليمين

و ناولوه جبة الفقيد ---- و نايه و طبلة التوحيد

فسخر لجانه و ثار ---- و زمجر ليلفت الأنظار

كلابه للبطش و المخازي ---- في يده كالسوط و المهماز

فهل يلم شملنا بيده ---- من أيقظ "شداد" من مرقده

من فرق الآباء و الأبناء ---- فأصبحوا في بيتهم أعداء

من شتت الإخوان و الجيران ---- و أوقد للفتنة النيران

من نكأ في الأنفس الجراح ---- و فرق الإخوان كي يرتاح

في بيته يخبأ الصندوق ---- و يدعي إملاقه الزنديق

قد قسم الإيراد بالتقريب ---- كقسمة "الأرينب" و "الذيب"

بواحد للشعب و الضرائب ---- و ما بقى من مئة للواجب

يجبى إليه الأخضر بالحاوية ---- و شعبه أهوى به للهاوية

فمثله في حالة التمثيل ---- كمثل المعوج في النخيل

نقوده كورق التنظيف ---- و الأرنب بثمن الخروف

و الأوبة بقطعة الصابون ---- غنيمة، في آخر العشرين

--- التدمير الفكري والمادي ---

و خطط التصنيع و الزراعة ---- إنتاجها في غرف الإذاعة

توزع لتشبع الأسماع ---- لكنها لا تطعم الجياع

و نهره و قولهم "عظيم" ---- و فضله و خيره عميم

كي تنتهي الحياة في الجنوب ---- و تصفر الرياح في الأنبوب

و السكك ستقطع البيداء ---- لتنقل الغبار و الهواء

و حوم بفكره يشده ---- لربوة في "بارها" مولده

فأنشأ حول المقام السامي ---- مدينة ، في المربط الأمامي

منافذ تسرب الألوف ---- لتأخذ طريقها المعروف

و أنفق الأموال في سخاء ---- لزمرة التطبيل و الإطراء

فكاتب يجعله شريف ---- و شاعر يبيعه الحروف

إذا تلى موعظة أو كلمة ---- كأنما في ثوبه "مسيلمة"

حديثه فلسفة و حـِكم ---- و ملتقيه ينحني و يبصم

فاستحدث الأسماء للشهور ---- و النسب لشيخه "الزبير"

و قوله معفية "للمافيا" ---- و الصفوة و منها جاءت "صوفيا"

و عن طريق البر جاء "البربر" ---- جواهر ينظمها و درر

و استعرض قطيعه و اختار ---- فريسة فكانت التجار

أغرقهم في سوقه السوداء ---- و حدد الأحكام للقضاء

و سيقت الوفود للتأييد ---- و القبس من نوره الفريد

و الرحمة و بيتها المستشفى ---- دموعها للناظر لا تخفى

فحاويات الغاز و التعقيم ---- إن وجدت، كبسمة اليتيم

وماؤه و نوره مقطوع ---- و الصرصار بأرضه مزروع

إن لم تكن ذو سطوة أو نافعا ---- فلن ترى مخدرا أو مبضعا

و قد تموت واقفا، بالزائدة ---- فالمبدأ واحدة بواحدة

إن تبتغيه سائلا أو زائرا ---- فالدفع فيه واجب "كالأوبرا"

و استنبط الحلول للعيوب ---- كالحكم و المعاش و المركوب

و مشكلات السكن و الإقامة ---- فيما عدى معضلة القمامة

--- التنكيل ---

و انتصبت في الساحة الأعواد ---- و احترقت في جوفها الأكباد

كم سيد في قومه أذله ---- بسافل أحله محله

و ماجد في أهله عزيز ---- أفقده شعوره الدهليز

و ليلة أقامها لا تنجلي ---- معلقا و رأسه لأسفل

و زحفه مجرد الثياب ---- على الحصى ، و زورة الكلاب

أقدامه تصلبت مشققة ---- شواهد لما جنته الفلقة

كطائر جناحه مكسر ---- و ما هو بميت فيقبر

و شرد الجموع في الآفاق ---- و أسكن الدموع في المآقي

فهذه مسنة عجوز ---- وحيدها في الغربة محجوز

و طفلة لا تعرف أباها ---- و أمها قد أحرقت صباها

عزيزهم يعيش في الظلام ---- مطاردا من فرق الإعدام

و قمر في صورة الملاك ---- أبهجه أن تحشر في "الكاكي"

و اجتمعت من حوله الأوغاد ---- و نكبت من حينها البلاد

"أمينه" كحاجب بالباب ---- أو حارس في عقلة أو جابي

جوابه: نعم نعم يا سيدي ---- في كل أمر ، سيئ أو جيد

--- الحرب على الدين و الخلق ---

و أقسم و التزم بالقسم ---- لينسفن ما بها من قيم

و اعتنق مذهبه الأوباش ---- فامتلأت بطونهم و راشوا

من قاتل و سارق و مرتشي ---- و باذل لعرضه لا يختشي

كم منزل و متجر و مكتب ---- منتهك مقتحم مغتصب

و مزرعة قاصر أو أرملة ---- قد أهديت لكاعب (مناضلة)

فانقلبت حدائق الليمون ---- مجالسا للهو و المجون

في ركنها كم ناهد عذراء ---- قد ذبحت في ليلة حمراء

و رفرفت فراشة في المجلس ---- و قدمت ما يشتهى للأنفس

و ابتسمت لحظها و ابتسم ---- و انطلقت لأمها بـ"مكسيما"

و استمتع بلعبة النفاق ---- و عانقته نسوة "الرفاق"

و زغرد في كل بيت عرس ---- و الليلة المعلومة بـ "ميتسو"

و لم تكن دعواه للتحرير ---- للمرأة ، لغاية التنوير

فشعلة العلوم و العرفان ---- لا توقد من وهج السيقان

و العبث المقصود بالأعراض ---- للأمة من أفتك الأمراض

و من نأى مؤتزرا بالشرف ---- "كالموميا" مكانه في المتحف

و صنفت مساجد البلاد ---- في الهيئة كهدف معادي

فجندت لكل وقت فرق ---- عناكب تقتات مما يعلق

حضورها مهمة و واجب ---- و ربما أم الصلاة مجنب

و اقترن التسبيح بالإرهاب ---- و لعلع الرصاص في المحراب

و حلل ما حرم الإله ---- و مرغت بأمره الجباه

و أهدر الأموال و الدماء ---- و ضاجع الغلمان و النساء

و عاودته علة "الشدود" ---- فانبطح بدوره للسود

--- إدارته للدولة ---

يظـّاهر بالزهد و التعفف ---- و الدولة يديرها بالهاتف

و أنفه في أتفه الأمور ---- كالعلكة و علف الطيور

عقودها ، إن رفض لا تبرم ---- و يدعي بأنه لا يحكم

و هكذا أمورنا تدار ---- و كيف لا؟ و (كلنا أحرار)

و سادة في سيد الأقطار ---- بالسلطة و السيف و الدينار

منابر كقطع الديكور ---- يقيمها للعرض و التصوير

أجهزة و أطقم مجندة ---- و في الكراسي خشب مسندة

--- التلاعب بمستقبل البلاد ----

و استهدف بحقده الشباب ---- و أغلق في وجهه الأبواب

بطالة و سورة الغلاء ---- بنارها تشويه كالشواء

تطحنهم رتابة الأيام ---- و شظف الحياة و "الإلزامي"

أياامهم قاتمة و بائسة ---- في كل بيت عانس و عانسة

و انتشرت في عهده الميمون ---- مرابع الحشيش و الأفيون

و كلف من نكب التعليم ---- ذا العقد و الأحمق البهيم

فابتدأ مرحلة التدمير ---- بمنهج كظلمة القبور

ترعرع و وزنه تفعلل ---- و ما ارتدى "الأسكيمو" أو ما انتعل

و ما حوته الصين من نبات ---- و ما بها من بقر و شاة

و دورة "الترباس" في الإغلاق ---- و "الفرضة" و سائق الإطلاق

سخافة توزن بالأطنان ---- و كلها مآلها النسيان

فارتعد التلميذ مما حمل ---- و راعه من أمره أن يفشل

"فحجّب" كما يشا و "برشم" ---- و هدد بخاله، المعلم

فخاله في الهيئة عميد ---- و أخته راهبة أملود

تفوق بالغش و التدليس ---- ((و قوة البنيان في التأسيس))

فأي شهد أو رجاء أو منى ---- إن لم يكن في الحقل زهر يجتنى

تعليمهم أجنحة و نور ---- و علمنا إلى الورا يدور

و كعبة للعلم شع نورها ---- أطفأه فاختلطت أمورها

تقودها ماسورة المسدس ---- و الجثث في الحرم المقدس

و عالم نابغة جليل ---- غريمه مزيف مجهول

أزاحة عن مقعد الأستاذ ---- من لم يجز شهادة الإعدادي

تسكع في العلب شهورا ---- و رجع من بعدها دكتورا

و بهجة الألباب و الأذواق ---- جرائد الزواج و الطلاق

و الأدب الملتزم الرفيع ---- مراقب محرم ممنوع

مشاهد لصبية كالورد ---- ترتزق من عربات الأيدي

ألقى بهم في زحمة الأسواق ---- لينهلوا مكارم الأخلاق

و استبدلت حقائب الدفاتر ---- بعلب الكبريت و السجائر

و القلم و صحبة الكتاب ---- بمجرف "الزبول" و التراب

و إبنه المدلل المجنون ---- إنفاقه في الليلة مليون

حلاله من سعيه و كده ---- إن سئل، و من نياق جده

--- حروبه ---

و من مضى و روحه في كفه ---- قد باعه و ساقه لحتفه

و ردد غداتها ما يزعم ---- بأنه بما جرى لا يعلم

عظامهم فوق الثرى مبعثرة ---- جماجم مثقوبة مكسرة

تقذفها كالكرة أقدامهم ---- و قد تبول فوقها أنعامهم

و من نجا بجسد مضرج ---- ألقى به من شاهق في اللجج

و سلم مستسلما ترابنا ---- من بعدما أوطأهم رقابنا

بل ضاعف و أجزل العطاء ---- و استقبل و عانق الأعداء

قوافل توجه و مدد ---- من جائع أقواته تبدد

يغمرهم بالحب و الإيثار ---- كأنهم حفدة المختار

أشركهم في الأرض و الثمار ---- و أهلها يقذفهم بالنار

و لم يوقر "رافعا" و صحبه ---- و باشر فوق الضريح حربه

و دمدم "السوخوي" فوق الجبل ---- و نفث "الميراج" غاز الخردل

فاحترق النخيل و الزيتون ---- و زلزل "الهلال" و "الأثرون"

و ألحق بالزرع و الإنسان ---- ما عف عن إتيانه "غرسياني"

و جيشه مهلهل ضعيف ---- فهمـّه و دينه الرغيف

والصفوة لتاجه عبيد ---- و جلهم مرتزق رعديد

و بينهم من دمعه في كمه ---- لو قدر لأكل من لحمه

و قائد "جهامة" و "طمبلة" ---- يحتار بين القبلة و القنبلة

و أطلق مستعرضا للماضي ---- من منخريه سحب "الرياضي"

تذكر ابن زيد و الوليد ---- و خيلهم تقتحم مدريد

فضجت الدماء في العروق ---- و استلهم المعجزة في السـّوق

ثم دعا بالويل للأعادي ---- و أقسم بعزة الأسياد

سأهزم الأعداء في القتال ---- بـ"البردم" و لعب الأطفال

و سوف يمسي حصنهم مندكا ---- و أفتح بإذن الله عكّا

و أجلب الأحبار و السبايا ---- كي يعرضوا في ساحة السرايا

و نفرح بنصرنا العتيد ---- كنصرنا لـ"كوكني" و "عيدي"

و بعدها سأبدأ التخطيط ---- لأعبر برايتي المحيط

و استيقظ و تخته يهتز ---- و صوت شيء تحته يئز

--- الغدر و الخيانة ---

كم رفقة شتتها بالغدر ---- و غافل ألحقه بـ"الصدر"

فـ"عمار" اختفى عن العيون ---- من بعد كشف سره المكنون

ألقى له مجندلا معفرا ---- و قطع أوصاله، و أنكر

ستسأل السهول و الأعلام ---- بأي ذنب قتل "الإمام"

و يهتف "صنين" و العذراء ---- و الجدول و الروضة الغناء

مستغرب سكوتهم عن جرمه ---- فكم تراهم قبضوا في دمه

قد غيبت أسراره الرمال ---- كما قضى من بعده "إشكال"

إذ خصه - و هو المعين السند ---- بميتة كما يموت الجرذ

و جعل من لحية المطران ---- أضحوكة في عالم الأذقان

يهزها كالتيس في وقار ---- مسبحا بالحمد للدولار

تجاهل مواعظ المسيح ---- ألقى بها وراءه للريح

و كان من إكرامه للضيف ---- أن سلم رقابهم للسيف

فأذعن للسادة الكبار ---- و قايض الأحرار بالأحرار

تجارة الأرواح في الظلام ---- من "وجدة" للمسجد الحرام

عند الضحى تلاعن و شتم ---- و في الدجى تواصل و لثم

معارك يثيرها الخبيث ---- مثل التي قد خاضها "كيشوت"

ينازل الأرواح و الأشباح ---- و يطعن برمحه الرياح

--- المؤامرة مع سادته ---

غباؤه أهـّله للمنصب ---- فاختاره الغرب لشر مأرب

قد ساءهم أن يبدو مهلهلا ---- و قرروا أن يجعلوه بطلا

فجهزوا لما نووا و أعلم ---- و دفع أتعابهم مقدما

فأحضر من ملجأ الأيتام ---- بنية تحلم بالسلام

وضعها في داره و انصرف ---- لكي تكون للعدو هدفا

وغادر بماله و الولد ---- مرتحلا من بلد لبلد

و دمروا، ما همه ما دمروا ---- أحشرات سحقت أم بشر

و جندت أجهزة الأنباء ---- لعاشق الألقاب و الأضواء

و شمخ برأسه كالزعماء ---- و لوح بقبضتيه في الهواء

و انتصب في خيمة العزاء ---- منتحبا: قد قتلوا أبنائي

لكنهم تجرعوا الهزيمة ---- و أصبحت بلادنا "عظيمة"

فلتهنئي و لتشكري بنيتي ---- لإنني أوصلتك للجنة

فهل ترى ستكتب النجاة ---- للفاسق و تحرق الفتاة؟

لو مكث و أهله في الدار ---- في ليلة التهديف بـ"الأقمار" !

لا تعجبوا إن سبهم سنين ---- جرادة تهاجم شاهين

سلاحه في حربهم لسانه ---- و الغاية أن يعلو مكانه

لكنه يخدمهم كالجعل ---- و ينجز ما استقذروا من عمل

و كشفت سوأته الأيام ---- و لم يعد يستره الكلام

فأنشب بحجة الحصار ---- أظفاره في الجسد المنهار

و مسرح (التوحيد و التحرير) ---- سيقفل في المد القصير

فاستدعي لدوره الجديد ---- و استلم مشيخة "العبيد"

فأبدع و أتقن الأدوار ---- و حقه أن يقطف "الأوسكار"

فطبلي و زمري أفريقيا ---- جاء الأمين مطعما و ساقيا

فقلبك نضارة و ماء ---- و موزك لدائنا شفاء

ستدفق المياه في الخليج ---- و نصهر للإخوة الزنوج

ليرتدي سوادهم شمالها ---- و تستوي في لونها أجيالها

و تقرع طبولها في زحل ---- و تصنع التاريخ للمستقبل

و تنشر فنونها و سحرها ---- و تسحق من لا يطيع أمرها

مستنقع ما بعده مستنقع ---- و بعدها جوع و فقر مدقع

--- نفاق الزعماء له ---

"عبد العزيز"! زلة من قدم ---- أم مخلص في مدحك للقزم؟

أن تصف "دويبة" الأنفاق ---- بالقائد المظفر العملاق

فهل تعي بقلبك ما تدعي ---- أم أنه أستاذك في المجمع؟

أم حكمة السنين و الدهاء ---- كي تحقن في أرضك الدماء؟

أزريت في حديثك المسبوك ---- بالثائر و دمه المسفوك

و ديننا و حرمة الجوار ---- فما الذي يعجبك في الحمار؟

--- خاتمة ---

كمثله لم يلد الزمان ---- تلميذه فرعون، و الشيطان

شعاره في السلم نار و دم ---- و في الوغى مجنه (خويدم)

مسيـّر كالآلة مسخر ---- و إسمه من خبثه لا يذكر

لكنه بين الورى معلوم ---- فجده لأمه "شالوم"