الاثنين، 15 يوليو 2013

قصيدة دجال العصر


دجال ليبيا النافق

كنا قد نشرنا مذكرة حاولنا فيها حصر أهم جرائم الدجال النافق ، و هذه أرجوزة في نفس المعنى أهداها إلى التجمع الشاعر "عمر بن يحيى الفساطوي"

--- البداية القذرة ---

أهلة و حقب تمر ---- و ما عانينا منتن و مر

من أمّة دهانا منها ما دها ---- مصيبة جاءت به مشوها

مشرد يلتقط و يحقن ---- و ينزع ضميره و يدفن

من فئة تأمرها فتأمر ---- شرارها في العالمين العسكر

مؤيد من عندهم منصور ---- ليسلم ما سلم الصنبور

تميز في المحفل العتيد ---- بالطاعة و سرعة التنفيذ

فقلد رقابة الإقليم ---- و واجبات المانح الكريم

و قادة كالأبل تقاد ---- تقطرها من أنفها "الموساد"

إخوانه في المشرق و المغرب ---- قد توجوه ملكا للكذب

قد بويع للأمة الأمين ---- فقبل و أقسم اليمين

و ناولوه جبة الفقيد ---- و نايه و طبلة التوحيد

فسخر لجانه و ثار ---- و زمجر ليلفت الأنظار

كلابه للبطش و المخازي ---- في يده كالسوط و المهماز

فهل يلم شملنا بيده ---- من أيقظ "شداد" من مرقده

من فرق الآباء و الأبناء ---- فأصبحوا في بيتهم أعداء

من شتت الإخوان و الجيران ---- و أوقد للفتنة النيران

من نكأ في الأنفس الجراح ---- و فرق الإخوان كي يرتاح

في بيته يخبأ الصندوق ---- و يدعي إملاقه الزنديق

قد قسم الإيراد بالتقريب ---- كقسمة "الأرينب" و "الذيب"

بواحد للشعب و الضرائب ---- و ما بقى من مئة للواجب

يجبى إليه الأخضر بالحاوية ---- و شعبه أهوى به للهاوية

فمثله في حالة التمثيل ---- كمثل المعوج في النخيل

نقوده كورق التنظيف ---- و الأرنب بثمن الخروف

و الأوبة بقطعة الصابون ---- غنيمة، في آخر العشرين

--- التدمير الفكري والمادي ---

و خطط التصنيع و الزراعة ---- إنتاجها في غرف الإذاعة

توزع لتشبع الأسماع ---- لكنها لا تطعم الجياع

و نهره و قولهم "عظيم" ---- و فضله و خيره عميم

كي تنتهي الحياة في الجنوب ---- و تصفر الرياح في الأنبوب

و السكك ستقطع البيداء ---- لتنقل الغبار و الهواء

و حوم بفكره يشده ---- لربوة في "بارها" مولده

فأنشأ حول المقام السامي ---- مدينة ، في المربط الأمامي

منافذ تسرب الألوف ---- لتأخذ طريقها المعروف

و أنفق الأموال في سخاء ---- لزمرة التطبيل و الإطراء

فكاتب يجعله شريف ---- و شاعر يبيعه الحروف

إذا تلى موعظة أو كلمة ---- كأنما في ثوبه "مسيلمة"

حديثه فلسفة و حـِكم ---- و ملتقيه ينحني و يبصم

فاستحدث الأسماء للشهور ---- و النسب لشيخه "الزبير"

و قوله معفية "للمافيا" ---- و الصفوة و منها جاءت "صوفيا"

و عن طريق البر جاء "البربر" ---- جواهر ينظمها و درر

و استعرض قطيعه و اختار ---- فريسة فكانت التجار

أغرقهم في سوقه السوداء ---- و حدد الأحكام للقضاء

و سيقت الوفود للتأييد ---- و القبس من نوره الفريد

و الرحمة و بيتها المستشفى ---- دموعها للناظر لا تخفى

فحاويات الغاز و التعقيم ---- إن وجدت، كبسمة اليتيم

وماؤه و نوره مقطوع ---- و الصرصار بأرضه مزروع

إن لم تكن ذو سطوة أو نافعا ---- فلن ترى مخدرا أو مبضعا

و قد تموت واقفا، بالزائدة ---- فالمبدأ واحدة بواحدة

إن تبتغيه سائلا أو زائرا ---- فالدفع فيه واجب "كالأوبرا"

و استنبط الحلول للعيوب ---- كالحكم و المعاش و المركوب

و مشكلات السكن و الإقامة ---- فيما عدى معضلة القمامة

--- التنكيل ---

و انتصبت في الساحة الأعواد ---- و احترقت في جوفها الأكباد

كم سيد في قومه أذله ---- بسافل أحله محله

و ماجد في أهله عزيز ---- أفقده شعوره الدهليز

و ليلة أقامها لا تنجلي ---- معلقا و رأسه لأسفل

و زحفه مجرد الثياب ---- على الحصى ، و زورة الكلاب

أقدامه تصلبت مشققة ---- شواهد لما جنته الفلقة

كطائر جناحه مكسر ---- و ما هو بميت فيقبر

و شرد الجموع في الآفاق ---- و أسكن الدموع في المآقي

فهذه مسنة عجوز ---- وحيدها في الغربة محجوز

و طفلة لا تعرف أباها ---- و أمها قد أحرقت صباها

عزيزهم يعيش في الظلام ---- مطاردا من فرق الإعدام

و قمر في صورة الملاك ---- أبهجه أن تحشر في "الكاكي"

و اجتمعت من حوله الأوغاد ---- و نكبت من حينها البلاد

"أمينه" كحاجب بالباب ---- أو حارس في عقلة أو جابي

جوابه: نعم نعم يا سيدي ---- في كل أمر ، سيئ أو جيد

--- الحرب على الدين و الخلق ---

و أقسم و التزم بالقسم ---- لينسفن ما بها من قيم

و اعتنق مذهبه الأوباش ---- فامتلأت بطونهم و راشوا

من قاتل و سارق و مرتشي ---- و باذل لعرضه لا يختشي

كم منزل و متجر و مكتب ---- منتهك مقتحم مغتصب

و مزرعة قاصر أو أرملة ---- قد أهديت لكاعب (مناضلة)

فانقلبت حدائق الليمون ---- مجالسا للهو و المجون

في ركنها كم ناهد عذراء ---- قد ذبحت في ليلة حمراء

و رفرفت فراشة في المجلس ---- و قدمت ما يشتهى للأنفس

و ابتسمت لحظها و ابتسم ---- و انطلقت لأمها بـ"مكسيما"

و استمتع بلعبة النفاق ---- و عانقته نسوة "الرفاق"

و زغرد في كل بيت عرس ---- و الليلة المعلومة بـ "ميتسو"

و لم تكن دعواه للتحرير ---- للمرأة ، لغاية التنوير

فشعلة العلوم و العرفان ---- لا توقد من وهج السيقان

و العبث المقصود بالأعراض ---- للأمة من أفتك الأمراض

و من نأى مؤتزرا بالشرف ---- "كالموميا" مكانه في المتحف

و صنفت مساجد البلاد ---- في الهيئة كهدف معادي

فجندت لكل وقت فرق ---- عناكب تقتات مما يعلق

حضورها مهمة و واجب ---- و ربما أم الصلاة مجنب

و اقترن التسبيح بالإرهاب ---- و لعلع الرصاص في المحراب

و حلل ما حرم الإله ---- و مرغت بأمره الجباه

و أهدر الأموال و الدماء ---- و ضاجع الغلمان و النساء

و عاودته علة "الشدود" ---- فانبطح بدوره للسود

--- إدارته للدولة ---

يظـّاهر بالزهد و التعفف ---- و الدولة يديرها بالهاتف

و أنفه في أتفه الأمور ---- كالعلكة و علف الطيور

عقودها ، إن رفض لا تبرم ---- و يدعي بأنه لا يحكم

و هكذا أمورنا تدار ---- و كيف لا؟ و (كلنا أحرار)

و سادة في سيد الأقطار ---- بالسلطة و السيف و الدينار

منابر كقطع الديكور ---- يقيمها للعرض و التصوير

أجهزة و أطقم مجندة ---- و في الكراسي خشب مسندة

--- التلاعب بمستقبل البلاد ----

و استهدف بحقده الشباب ---- و أغلق في وجهه الأبواب

بطالة و سورة الغلاء ---- بنارها تشويه كالشواء

تطحنهم رتابة الأيام ---- و شظف الحياة و "الإلزامي"

أياامهم قاتمة و بائسة ---- في كل بيت عانس و عانسة

و انتشرت في عهده الميمون ---- مرابع الحشيش و الأفيون

و كلف من نكب التعليم ---- ذا العقد و الأحمق البهيم

فابتدأ مرحلة التدمير ---- بمنهج كظلمة القبور

ترعرع و وزنه تفعلل ---- و ما ارتدى "الأسكيمو" أو ما انتعل

و ما حوته الصين من نبات ---- و ما بها من بقر و شاة

و دورة "الترباس" في الإغلاق ---- و "الفرضة" و سائق الإطلاق

سخافة توزن بالأطنان ---- و كلها مآلها النسيان

فارتعد التلميذ مما حمل ---- و راعه من أمره أن يفشل

"فحجّب" كما يشا و "برشم" ---- و هدد بخاله، المعلم

فخاله في الهيئة عميد ---- و أخته راهبة أملود

تفوق بالغش و التدليس ---- ((و قوة البنيان في التأسيس))

فأي شهد أو رجاء أو منى ---- إن لم يكن في الحقل زهر يجتنى

تعليمهم أجنحة و نور ---- و علمنا إلى الورا يدور

و كعبة للعلم شع نورها ---- أطفأه فاختلطت أمورها

تقودها ماسورة المسدس ---- و الجثث في الحرم المقدس

و عالم نابغة جليل ---- غريمه مزيف مجهول

أزاحة عن مقعد الأستاذ ---- من لم يجز شهادة الإعدادي

تسكع في العلب شهورا ---- و رجع من بعدها دكتورا

و بهجة الألباب و الأذواق ---- جرائد الزواج و الطلاق

و الأدب الملتزم الرفيع ---- مراقب محرم ممنوع

مشاهد لصبية كالورد ---- ترتزق من عربات الأيدي

ألقى بهم في زحمة الأسواق ---- لينهلوا مكارم الأخلاق

و استبدلت حقائب الدفاتر ---- بعلب الكبريت و السجائر

و القلم و صحبة الكتاب ---- بمجرف "الزبول" و التراب

و إبنه المدلل المجنون ---- إنفاقه في الليلة مليون

حلاله من سعيه و كده ---- إن سئل، و من نياق جده

--- حروبه ---

و من مضى و روحه في كفه ---- قد باعه و ساقه لحتفه

و ردد غداتها ما يزعم ---- بأنه بما جرى لا يعلم

عظامهم فوق الثرى مبعثرة ---- جماجم مثقوبة مكسرة

تقذفها كالكرة أقدامهم ---- و قد تبول فوقها أنعامهم

و من نجا بجسد مضرج ---- ألقى به من شاهق في اللجج

و سلم مستسلما ترابنا ---- من بعدما أوطأهم رقابنا

بل ضاعف و أجزل العطاء ---- و استقبل و عانق الأعداء

قوافل توجه و مدد ---- من جائع أقواته تبدد

يغمرهم بالحب و الإيثار ---- كأنهم حفدة المختار

أشركهم في الأرض و الثمار ---- و أهلها يقذفهم بالنار

و لم يوقر "رافعا" و صحبه ---- و باشر فوق الضريح حربه

و دمدم "السوخوي" فوق الجبل ---- و نفث "الميراج" غاز الخردل

فاحترق النخيل و الزيتون ---- و زلزل "الهلال" و "الأثرون"

و ألحق بالزرع و الإنسان ---- ما عف عن إتيانه "غرسياني"

و جيشه مهلهل ضعيف ---- فهمـّه و دينه الرغيف

والصفوة لتاجه عبيد ---- و جلهم مرتزق رعديد

و بينهم من دمعه في كمه ---- لو قدر لأكل من لحمه

و قائد "جهامة" و "طمبلة" ---- يحتار بين القبلة و القنبلة

و أطلق مستعرضا للماضي ---- من منخريه سحب "الرياضي"

تذكر ابن زيد و الوليد ---- و خيلهم تقتحم مدريد

فضجت الدماء في العروق ---- و استلهم المعجزة في السـّوق

ثم دعا بالويل للأعادي ---- و أقسم بعزة الأسياد

سأهزم الأعداء في القتال ---- بـ"البردم" و لعب الأطفال

و سوف يمسي حصنهم مندكا ---- و أفتح بإذن الله عكّا

و أجلب الأحبار و السبايا ---- كي يعرضوا في ساحة السرايا

و نفرح بنصرنا العتيد ---- كنصرنا لـ"كوكني" و "عيدي"

و بعدها سأبدأ التخطيط ---- لأعبر برايتي المحيط

و استيقظ و تخته يهتز ---- و صوت شيء تحته يئز

--- الغدر و الخيانة ---

كم رفقة شتتها بالغدر ---- و غافل ألحقه بـ"الصدر"

فـ"عمار" اختفى عن العيون ---- من بعد كشف سره المكنون

ألقى له مجندلا معفرا ---- و قطع أوصاله، و أنكر

ستسأل السهول و الأعلام ---- بأي ذنب قتل "الإمام"

و يهتف "صنين" و العذراء ---- و الجدول و الروضة الغناء

مستغرب سكوتهم عن جرمه ---- فكم تراهم قبضوا في دمه

قد غيبت أسراره الرمال ---- كما قضى من بعده "إشكال"

إذ خصه - و هو المعين السند ---- بميتة كما يموت الجرذ

و جعل من لحية المطران ---- أضحوكة في عالم الأذقان

يهزها كالتيس في وقار ---- مسبحا بالحمد للدولار

تجاهل مواعظ المسيح ---- ألقى بها وراءه للريح

و كان من إكرامه للضيف ---- أن سلم رقابهم للسيف

فأذعن للسادة الكبار ---- و قايض الأحرار بالأحرار

تجارة الأرواح في الظلام ---- من "وجدة" للمسجد الحرام

عند الضحى تلاعن و شتم ---- و في الدجى تواصل و لثم

معارك يثيرها الخبيث ---- مثل التي قد خاضها "كيشوت"

ينازل الأرواح و الأشباح ---- و يطعن برمحه الرياح

--- المؤامرة مع سادته ---

غباؤه أهـّله للمنصب ---- فاختاره الغرب لشر مأرب

قد ساءهم أن يبدو مهلهلا ---- و قرروا أن يجعلوه بطلا

فجهزوا لما نووا و أعلم ---- و دفع أتعابهم مقدما

فأحضر من ملجأ الأيتام ---- بنية تحلم بالسلام

وضعها في داره و انصرف ---- لكي تكون للعدو هدفا

وغادر بماله و الولد ---- مرتحلا من بلد لبلد

و دمروا، ما همه ما دمروا ---- أحشرات سحقت أم بشر

و جندت أجهزة الأنباء ---- لعاشق الألقاب و الأضواء

و شمخ برأسه كالزعماء ---- و لوح بقبضتيه في الهواء

و انتصب في خيمة العزاء ---- منتحبا: قد قتلوا أبنائي

لكنهم تجرعوا الهزيمة ---- و أصبحت بلادنا "عظيمة"

فلتهنئي و لتشكري بنيتي ---- لإنني أوصلتك للجنة

فهل ترى ستكتب النجاة ---- للفاسق و تحرق الفتاة؟

لو مكث و أهله في الدار ---- في ليلة التهديف بـ"الأقمار" !

لا تعجبوا إن سبهم سنين ---- جرادة تهاجم شاهين

سلاحه في حربهم لسانه ---- و الغاية أن يعلو مكانه

لكنه يخدمهم كالجعل ---- و ينجز ما استقذروا من عمل

و كشفت سوأته الأيام ---- و لم يعد يستره الكلام

فأنشب بحجة الحصار ---- أظفاره في الجسد المنهار

و مسرح (التوحيد و التحرير) ---- سيقفل في المد القصير

فاستدعي لدوره الجديد ---- و استلم مشيخة "العبيد"

فأبدع و أتقن الأدوار ---- و حقه أن يقطف "الأوسكار"

فطبلي و زمري أفريقيا ---- جاء الأمين مطعما و ساقيا

فقلبك نضارة و ماء ---- و موزك لدائنا شفاء

ستدفق المياه في الخليج ---- و نصهر للإخوة الزنوج

ليرتدي سوادهم شمالها ---- و تستوي في لونها أجيالها

و تقرع طبولها في زحل ---- و تصنع التاريخ للمستقبل

و تنشر فنونها و سحرها ---- و تسحق من لا يطيع أمرها

مستنقع ما بعده مستنقع ---- و بعدها جوع و فقر مدقع

--- نفاق الزعماء له ---

"عبد العزيز"! زلة من قدم ---- أم مخلص في مدحك للقزم؟

أن تصف "دويبة" الأنفاق ---- بالقائد المظفر العملاق

فهل تعي بقلبك ما تدعي ---- أم أنه أستاذك في المجمع؟

أم حكمة السنين و الدهاء ---- كي تحقن في أرضك الدماء؟

أزريت في حديثك المسبوك ---- بالثائر و دمه المسفوك

و ديننا و حرمة الجوار ---- فما الذي يعجبك في الحمار؟

--- خاتمة ---

كمثله لم يلد الزمان ---- تلميذه فرعون، و الشيطان

شعاره في السلم نار و دم ---- و في الوغى مجنه (خويدم)

مسيـّر كالآلة مسخر ---- و إسمه من خبثه لا يذكر

لكنه بين الورى معلوم ---- فجده لأمه "شالوم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق