السبت، 6 سبتمبر 2014

كيف نختار قادة البلاد


لقد تعاقب علينا منذ اندلاع ثورة التكبير 4 من الربابنة أو "الريّاس"
ربما كان بعضهم قراصنة ،،،
و لكن ليست هذه هي المشكلة الوحيدة ، فبالإضافة إلى الربان و البحارة ، لا بد للسفينة من خريطة تحدد مسارها ، و أجهزة ملاحية تضبط سيرها و تبين إن كانت تسير في الاتجاه الصحيح أم لا.
بدون ذلك فإن السفينة لن تصل إلى أي هدف ، و قد تضيع في البحر و تدور في دائرة مغلقة حتى يهلك من فيها ، أو قد تدخل في دوامة فتغرق لا سمح الله.
و هاهو ذا الربان الخامس يكاد ينهج منهج سلفه ، فيبحر بنا دون خريطة و لا حتى بوصلة.
نحن لا نشكك مطلقا في وطنية السيد "عمر الحاسي" ، و لطالما زكيناه ، و طالبنا بأن يتبوأ أعلى المناصب القيادية في البلاد.
و مع ثقتنا في حسن نواياه ، إلا أننا نرى أن غياب المعايير الواضحة و الآليات العلمية ، أوقعه في سوء الاختيار ، لبعض أعضاء حكومته على الأقل.
و حتى لا يظل كلامنا مجرد تنظير ، فسنحاول المساعدة باقتراح بعض المعايير و الآليات التي نرى ضرورة إتباعها لاختيار و تكليف الوزراء و الوكلاء في أي حكومة ، علما بأن مهمة الوزير هي مهمة سياسية تتمثل في الفهم الشامل و العميق للواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و من ثم وضع الأفكار الأساسية و الخطوط العريضة للقطاع الذي يقع ضمن تخصص وزارته ، أما وكيل الوزارة فمهمته إدارية تنفيذية بشكل أكبر ، تتمثل في وضع الآليات و الأساليب التي تضمن تحقيق أهداف وزارته على أفضل وجه ، و بأقل التكاليف ، و أقصر وقت ممكن.
و من المعايير المقترحة للاختيار ، ما يلي:
1.    أن يكون معروفا بالنزاهة و التقوى (قبل و بعد اندلاع الثورة).
2.    ألا ينطبق عليه أي بند من بنود العزل السياسي.
3.    أن يكون من العاملين في القطاع أو المهتمين به أو من ذوي الخبرة و الدراية في مجاله.
4.    أن يتمتع بقدر عال من القدرات الإدارية و التنظيمية و أساليبها الحديثة (خاصة الوكلاء).
5.    أن يتمتع بقدر عال من المعرفة بالسياسة الداخلية و الخارجية و البروتوكولات الدبلوماسية (خاصة الوزراء).
6.    أن يكون ذو رؤية واضحة في مجاله بشكل خاص و في الشأن الوطني بشكل عام.
7.    أن يتمتع بشخصية قوية و قدرات قيادية مميزة.
8.    أن يكون له قدرة عالية على التعلم و التطور الذاتي.
9.    أن يكون لديه روح المبادرة و القدرة على الإبداع و استشراف المستقبل.
10.                      أن يتقدم ببرنامج واضح يذكر فيه أهدافه و أساليبه المقترحة للوصول إليها بشكل قابل للقياس و التقييم.
أما الآليات التي يمكن إتباعها فمنها:
1.    طلب السير المهنية الذاتية للمرشحين.
2.    المقابلة الشخصية مسبقة الإعداد (وضع عدد من الأسئلة بما يتمشى مع كل منصب).
3.    إعداد استمارات معلومات ذات طبيعة خاصة ، و تكليف أخصائيين لدراستها و استخلاص ما بها من تناقض أو تدليس.
4.    تشكيل لجان تقصي للسؤال عن المرشحين للمناصب في أماكن عملهم السابقة و مناطق سكنهم.
5.    تكليف الأجهزة الأمنية لجمع المعلومات حول المرشحين من المصادر الرسمية (المصارف في الداخل و الخارج - النيابات - المحاكم .. إلخ)
6.    الاستعانة بالأجهزة المتخصصة بجمع المعلومات لجمع أكبر قدر من المعلومات حول المرشح ، ثم مقارنتها بما أدلى به من بيانات خلال سيرته الذاتية و الاستمارات التي قام بتعبئتها و المقابلة الشخصية التي أجريت له ، مع محاولة اكتشاف أي كذب متعمد أو تدليس أو إخفاء متعمد للمعلومات.
7.    إجراء بعض الاختبارات المعلنة و السرية لقياس مدى نزاهة المرشح و وطنيته و أمانته و خبرته.
8.    اشتراط فترة تجربة يمكن خلالها الاستغناء عن خدماته دون أي تبعات قانونية أو مالية.
9.    عرض قائمة المرشحين على اتحاد ثوار ليبيا ، و تغيير كل من يتم الاعتراض عليه لأسباب وطنية.
هذا ما خطر على البال ، و أرجو من الإخوة الثوار استكمال ما قد يكون سقط من المعايير أو الآليات ، حتى نساعد من يريد بليبيا خيرا على اختيار الصالحين ، و الحذر من تسلق الفاسدين و المنافقين.
مع تمنياتنا بالتوفيق للسيد "عمر الحاسي" ، و كل من يقدر الله عليه تولي أمر البلاد و العباد.

مهندس / خالد أبوخبطة