الاثنين، 18 يونيو 2012

دعــــــــــوة للأمـل

في أحد المشاهد التي نُقشت في الذاكـرة ، وسكنــت القلب ، و أورثت قناعة راسخة في النفس ،  هو منظر تلك النبتة الضعيفة التي شقت صخرة صماء ، وخرجت لتعلن أن الحياة ستستمر حتى ولو كانت الظروف المحيطة تعطي انطباعاً أولياً بصعوبة أو استحالة استمرار الحياة ، إن " الناظر "  ذا الفؤاد النقي و العقل الراجح و المتأمل في وضع الوطن الآن و باستعراضه للإمكانيات المتوفرة في هذا البلد الواعد من موقع جغرافي ، و طقس رائع ، واتساع و تنوع رقعته الجغرافية ، وتركيبته (الديموغرافية ) السكانية ، وخيراته الوافرة فوق الأرض وتحت أديمها، تجعل "الناظر" يخرج بنتيجة مفادها أن لدينا في وطننا الرائع ليبيا كافة الإمكانيات لقيام دولة ناجحة جداً وراقية جداً تكون نموذجاً ناجحاً و تعبيراً صادقاً عن الآمال و الأحلام التي تراودنا جميعا، فيما لو استغل أبناء الوطن الإمكانيات المتاحة بعد ترتيب بيتهم من الداخل بترسيخ منظومة قوانين تحكم علاقاتهم و تنظم شئونهم وتدير أمورهم كلها ، خاصةً وأنهم مجتمعٌ سليل حضارة عظيمة، نهضت بالعالم روحياً و مادياً لقرون و قرون و أوجدت مشروعاً نهضوياً حقيقياً فوق الأرض ، وليس خيالاً و وهماً و مرضاً فكرياً أثبتت الحقائق فشل تجارب المنادين به .
و ها هو العالم يعود للنهل و الأخذ من النبع الصافي الشريعة الربانية "الإسلام" الحنيف بعد أن وصلوا إلى نهاية أوهامهم من شيوعية "ماركسية" حقيرة منهارة ، و رأسمالية قذرة مفلسة ، و نازية مقيتة بشعة ، و فاشية فاشلة جاحدة ، و غيرها من ترهات العقول المريضة البعيدة عن النهج القويم و الصراط المستقيم ، إذ أنها لم تراع للبشرية حرمة ، و لا للكرامة الإنسانية حساباً، و لا للشرائع الإلهية اعتباراً، فكان نتاجها خراباً ووبالاً على البشرية جمعاء؛ إننا أصحاب منهج رباني كامل مكتمل فيه (حقوق)  للروح و الجسد ، للعقل و العاطفة ، للسان و المشاعر ، للعلم و العمل، للتخطيط و التنفيذ للعبادات و المعاملات ، للدنيا و الآخرة ، حق "الخالق عز و جل على عباده" وحقوق العباد فيما بينهم، إن هذا المنهج المكتمل نظرياً و عملياً قد تم تطبيقه فعلياً و كان نتاجه خيراً وفيراً و علماً غزيراً وواقعاً معاشاً حقيقياً، إخوتي أحبتي بني وطني لقد تعبنا كثيرا و أوذينا كثيرا  و عانينا طويلاً و مضى من العمر الكثير وسيذكر أبناؤنا يوماً بأنه قد أتيحت لنا فرصة نادرة لا تتكرر كثيراً لبناء دولة ذات أساس متين قوي "بمنظومة من القوانين "  تنظم شؤون و أمور البلاد و العباد قوانين مستمدة من دين أهل البلاد "الإسلام" الدين الصالح و الملائم لكل زمان و مكان و لا تتعارض معه كشريعة ارتضاها لنا ربنا جل في علاه ، ومنظومة القوانين هذه هي "الدستور" أو "العقد الاجتماعي" أو "القانون الأساسي " الذي يحكم وينظم أمور الحياة فيما بين أهل هذا الوطن الكرام ، و ينظم أمورهم مع من يختارونه لحكمهم ، وينظم الأمور في العلاقات الخارجية مع العالم كدول ومنظمات .
  إن الدول الناجحة تبنى بالإضافة لقانونها الأساسي "الدستور" على توسيد وإسناد الأمر لأهله أي اختيار الأصلح (ديناً و أمانةً و خلقاً وثقافة و تأهيلاً ) و الأحرص (وطنية وغيرة و عملاً ) أي وزن الناس بميزان دقيق أي وضع الإنسان الملائم في المكان الأنسب لخدمة وطنه وشعبه .
والذي يحقق ذلك بعد توفيق الله هو التكاثف و التعاضد بين أبناء الوطن الكرام المخلصين الأنقياء للوصول بالوطن لشاطئ الأمــان حيث الحقوق مصــانة للجميــع في دولــة حديثــة دولة الأمــان ، والتربية و التعليم و البحث العلمي ، و الصحة و الرعاية الصحية ، دولة القانون الكافل للعدل ، دولة العدالة في الحقوق والواجبات ، دولة المؤسسات القوية الفاعلة ، دولة الكرامة للإنسان جنيناً و رضيعاً وطفلاً و فتياً و شاباً و كهلاً و شيخاً ذكراً كان أو أنثى ، دولــة بـنــاء الإنسـان و التنمية المستدامة بالاستغلال الأمثل لكافة الإمكانيات المتاحة بدراسة و تخطيط و تدبير محكم يضمن بعون الله حاضراً مزهراً و مستقبلاً مثمراً تكون الأحلام فيه حقيقة و الآمال واقعاً مُعـَاشاً بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد وتوفيقه.

وما استعصى على قوم منالٌ .............. إذا الإقدام كان لهم ركابا

وصلي اللهم و سلم وبارك على سيدنا و حبيبنا محمد وآل بيته الأطهار و ارض اللهم عن الصحابة الكرام أجمعين و عن التابعين ومن سار على هدي نبيك و رسولك إلى يوم الدين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
م . محمد أمسلم محمد التومي - رئيس اللجنة الإعلامية بالتجمع



طرابلس – ليبيا
الأربعاء 16من شهر رجب الحرام 1433 من الهجرة النبوية
الموافق 6 - 6 – 2012 م



هناك تعليق واحد:

  1. كلام جميل فدولة العدل منتصرة وإن كانت كافرة ودولة الظلم مهزومة وإن كانت مسلمة ، فالعدل هو اساس النجاح ، وليتحقق العدل في ليبيا علينا ان موفق في عمل دستور يقف على مسافة واحدة من جميع الليبيين .. والله ولي التوفيق

    ردحذف