رغم كل الشرح و التفسير إلا أن البعض مازال يتقول
في قانون العزل السياسي و خاصة من وجهين ، يظن أولائك بأنهم يصيبون بهما أنصار ذلك
القانون في مقتل ، و يتخذونها أغنية يتغنون بها و حجة يحاجون بها و كأنهم على حق ،
كل الحق ، و خصومهم على باطل كل الباطل:
1 - الوجه الأول: لا يجب أن يعزل سياسيا إلا
من تلوثت يداه بدماء الليبيين أو أموالهم. و نقول لهم:
إن من تلطخت يده بالدم لا يطبق عليه قانون العزل
السياسي ، بل القانون الإلهي ، ثم القانون الجنائي . فمن سفك الدماء يجب أن يقتل ،
و من اختلس أو سرق أو نهب أو غصب أو ارتشى
أو رشى أو بدد المال العام فيجب أن تصادر منه الأموال التي اكتسبها بالحرام ثم تقطع
يده أو يسجن، فقانون العزل السياسي غير معني
بهؤلاء بل هو قانون احترازي لحماية مكتسبات الثورة ، و ليس قانون جنائي ، و لا يجب
أن نخلط الأمور.
2 - الوجه الثاني: أن القانون قد فرض بالقوة.
و نقول لهم:
أما كون القانون فرض بالقوة فهذا نوع من الافتراء
، ألم يكن بإمكان كل من تم تهديده أن يستقيل (هذا إن كان التهديد قد حدث) ، لا أن يتشبث
بالكرسي حتى هذه اللحظة ، هذا إن كنتم تعنون قوة السلاح ، أما إن كنتم تعنون قوة أخرى
فاعلموا أن كل قوانين العالم تفرض بالقوة ، إما قوة المال ، أو قوة الضغط الشعبي أو
قوة الإعلام ، أو الابتزاز ، أو الإغراء ،، و من يقول غير ذلك فهو لا يفقه حتى أ -
ب السياسة و الأجدر به أن يبتعد عن الخوض فيها.
فإن
كان استخدام السلاح قد حدث فعلا ، فهو القوة الوحيدة التي يملكها الذين ثاروا ضد الظلم
و الفساد، وهو - و حق الله - قوة ضئيلة جدا
إذا ما قونرت بقوة المال و الإعلام التي لا يملكونها ، و التي يملكها أعداء الوطن و
يستخدمونها ليلا نهارا للوصول إلى أغراضهم الخبيثة ، فماذا يملك الثوار غير سلاحهم
، و إذا لم يستخدم ذلك السلاح في حماية مكتسبات الثورة ، فما فائدة الثورة أصلا؟
و من يقول أن ((كل)) الليبيين شاركوا في
الثورة ، حتى و إن كانت المشاركة بالدعاء ، فأقول له ، إنك أحد إثنين ، كاذب أو
واهم ، و أكاد أجزم بأن نسبة من شاركوا في الثورة لا تزيد عن 20% ، و الباقي؛ إما
معارض للثورة مؤيد للطاغية و نظامه (عن جهل أو طمع) و إما خائف من التغيير ، و إما
سلبي أناني لا يهتم إلا لمصلحته المباشرة. و هذا أمر طبيعي فلم تكن الأغلبية هي من
يغير العالم بل الأقلية دائما عبر تاريخ البشرية الطويل، و القرآن الكريم يصدق ذلك
على طول الخط.
و اعلموا أن المنتصر - و على مر التاريخ - هو من يملي الشروط و يسن القوانين
لا المهزوم ، حتى و إن كان المنتصر على باطل ، فما بالك إذا كان على حق.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَمَنِ
انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق