كي لا ننسى ،،،
نعيد ذكر العيوب و
الأضرار التي تكتنف هذا المشروع الخبيث ، و سنرى أن الغرض منه لم يكن حل مشكلة
المياه ، بل وضع الشعب المسكين تحت قبضة الطغاة الدموية ، و إحكام السيطرة عليه. و
نكرر أن من عيوب هذا المشروع ما يلي:
·
التكلفة الباهظة
لإنشائه و تطويره و صيانته و تشغيله.
·
اعتماده على الطاقة
المستمدة من النفط ، ما يعني توقف المشروع بتوقف إمدادات الطاقة لأي سبب من
الأسباب.
·
استنزاف المياه
الجوفية بوسط و جنوب البلاد ، و الذي يمثل الجزء الأكبر منها، ما يؤدي إلى تفاقم
مشاكل التصحر و التقليل من فرص التنمية و
الحياة عموما ، و حصرها في الشريط الساحلي الضيق.
·
إمكانية تعرضه
للتخريب و التدمير من قبل الجماعات الإرهابية أو أي عدوان خارجي ، أو بسبب الزلازل
و الحركات الأرضية.
·
إمكانية تعرض مياه
المشروع للتلوث أو التسمم ، إما عرضا أو بفعل فاعل.
·
الانهيارات الأرضية
التي قد تحدث نتيجة سحب المياه الجوفية، ما يؤدي إلى خلخلة نسيج القشرة الأرضية في
المناطق التي يتم منها السحب.
·
المركزية التي تمكن
قبل أي فرد أو مجموعة أو جهة من التحكم فيه ، ما يجعل حياة شعب كامل رهن بإرادة
ذلك الفرد أو المجموعة.
و لعل البند الأخير
هو من أشد تلك العيوب خطورة ، و لعله كان الغرض الأساسي من (افتعال) مشكلة المياه
بطرابلس و المناطق الساحلية عموما. و قد عانينا من ذلك 3 مرات أو أكثر منذ حرب
التحرير و حتى الآن ، و آخرها كان منذ أيام قليلة ، أرجوا ألا تكونوا قد نسيتم!
و لكن رب ضارة
نافعة ، فقد استيقظت السلطات بعد سباتها الطويل، و بدأت البحث عن بدائل ، و بطبيعة
الحال فقد اتجهت إلى البدائل التقليدية البسيطة و المباشرة ، و منها حفر الآبار و
تجديد و صيانة الآبار القديمة و إنشاء الخزانات و محطات تحلية مياه البحر و غيرها.
و في الوقت الذي نشكرهم
على ذلك الاهتمام و المجهود ، ننوه إلى أن أبسط الحلول ليس دائما أفضل الحلول.
و الفكرة الحل التي
نود طرحها هذه المرة هي ،،، إعادة التدوير.
إعادة تدوير الماء:
-----------------
قبل أن نسترسل ،
يخطر على البال سؤال: ما مصدر المياه الجوفية؟
تأتي المياه العذبة
عموما من الأمطار ، حيث تتم عملية "تحلية" مياه البحر بالقدرة الإلهية ،
عن طريق التبخر الناتج عن التسخين بواسطة حرارة الشمس، ثم يتغلغل جزء من هذه
المياه خلال التربة ليتجمع في خزانات تحت الأرض ثم يبحث عن مجار له ليتحرك من
المناطق المرتفعة إلى المناطق المنخفضة ، مشكلا نوع من الأنهار الجوفية.
و إذا تم السحب من
تلك الخزانات و الأنهار الجوفية – دون أن يتم التعويض بمياه عذبة جديدة - فإنها
تتعرض للنضوب أو تدخل بدل منها كميات من مياه البحر ، ما يؤدي إلى ملوحتها و
رداءتها.
و هذا بالضبط ما
حدث للمدن الساحلية ، و منها حاضرة الدولة و عاصمتها التاريخية ؛ طرابلس.
و لا نبالغ إذا
قلنا أن هذا الأمر كان يدور في رأس الدجال النافق و مـَن ورائه منذ توليته على رأس
السلطة في ليبيا ، و كان لكل منهم أهدافه.
لقد قام الدجال
بإنشاء عدد من السدود لحجز (أو حجر) مياه الأمطار التي كانت تتدفق على هيئة وديان من
المناطق المرتفعة في اتجاه الساحل المنخفض ، فتقوم بـعملية "التغذية
الدورية" للخزانات الجوفية بالمدن الساحلية. كان ذلك بدعوى إقامة (مشاريع
زراعية) لم تقم أبدا.
ارتكب الدجال جريمة
بشعة أخرى في حق الليبيين ، تتمثل في صرف مياه "المجاري العمومية" إلى
البحر مباشرة ، و هذا الأمر - علاوة على الأضرار الشديدة التي يلحقها بالبيئة و من
ثم بصحة الإنسان و الحيوان – فإنه يسبب
هدرا غير مبرر لكميات ضخمة من المياه ، كان من المفترض أن تتم معالجتها و
استخدامها لأغراض الري (في المزارع و الحقول و الحدائق و الغابات) أو ليتم حقنها
في الأرض مباشرة. و من شأن ذلك تعويض جزء كبير من الفاقد في المياه الجوفية. و هذا
الأمر متبع في الكثير من دول العالم ، و لا يحتاج إلى اختراع.
محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي |
فإذا قدرنا كمية
المياه المستهلكة بمدينة طرابلس بحوالي 146 مليون متر مكعب سنويا (200
لتر/فرد/يوم) فلعمري إن هدر هذه الكمية من المياه هو كارثة قومية بكل معنى الكلمة
، و مهما كلفت محطات التنقية فإنها تعتبر استثمارا كبيرا لا ينبغي صرف النظر عنه
بتاتا ، هذا عدى عن نظافة البيئة و استغلال "الحمأة" المتولدة كسماد
عضوي.
كما ننصح بإعادة
تأهيل الوديان و السدود، و فتح صمامات تلك السدود بطريقة مدروسة، لتسيل منها
المياه عبر الوديان فتعوض الفاقد في المياه الجوفية ، و ما بقي منها يتدفق عبر
المدن فيجمل منظرها و يلطف جوها و تكون مجاري الوديان المفتوحة أماكن رائعة
للسياحة و الترفيه.
مهندس / خالد أبوخبطة
تجمع ليبيا الرخاء
في هذا الفيديو شرح
مبسط لعمل محطات تنقية و معالجة مياه
الصرف الصحي.
مهندس / خالد أبوخبطة
تجمع ليبيا الرخاء
تجمع ليبيا الرخاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق