الاثنين، 14 أكتوبر 2013

حول الفيدرالية مرة أخرى


كان يا ما كان
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية كانت ثلاث دول قد احتلت ليبيا و قسمتها إلى ثلاث ولايات لكل منها نظامها الإداري و قوانينها المختلفة (بريطانيا ، إيطاليا ، فرنسا).
و لكن المنتصر غالبا ما يملي إرادته ، و القوي أيضا ، لذلك فضلت بريطانيا تجميع تلك الولايات تحت راية واحدة هي السنوسية فجمعت الولايات الثلاث في نظام فيدرالي كانت الهيمنة فيه لبريطانيا (الأقوى) مع منح فرصة 13 عاما لكل من الدولتين الأخريين (فرنسا و إيطاليا) لنهب ما يمكن نهبه ريثما يتم توحيد الأنظمة في الولايات الثلاث لتصبح دولة بسيطة بدل الفيدرالية المركبة (سنة 1963).
و لكن لسوء حظ بريطانيا ظهر على الساحة وحش أكبر و أقوى هو أمريكا و حاضنتها الصهيونية و أمهما الماسونية.
طالبت أمريكا باسترداد الأموال التي أنفقتها لإحياء تلك الدول و انتشالها من الدمار الذي لحق بها أثناء الحربين العالميتين (فيما يسمى بمشروع مرشال).
و لما لم يكن لدى تلك الدول ما تدفعه ، تم الاتفاق على توقيع "عقد انتفاع" على المحمية التي كانت تحتلها و هي "ليبيا" الغنية بالخيرات. و كانت مدة العقد أربعون عاما و نيف.
و لما كانت أمريكا متقدمة كثيرا في علم السياسة عن أوربا (كما صرح السياسي الفرنسي المخضرم جان مينو) فقد أدركت أن الحكم بالاحتلال العسكري المباشر هو طريقة تقليدية مكلفة ، لذلك استعاضت عنه بطريقتها المبتكرة (التي تمت تجربتها في مصر قبل سنوات) و هي الحكم عن طريق العملاء.
و نظرا لكون الشعب كان متخلفا و لم ينل فرصة كافية للتعلم و الثقافة ، فقد كان تكليف عميلا واحدا ، أو قل جاسوسا تم زرعه و تربيته بعناية فائقة ، كان كافيا ، و زيادة.
و عندما انتهت مدة عقد الانتفاع ، عادت الدول التي كانت تملك المحمية تريد استرداد محميتها ، و إعادة اقتسامها كما كانت من قبل.
و لا سبيل إلى ذلك إلا برد العجلة إلى الوراء.
الفيدرالية أولا ، ثم التقسيم.
و عن طريق العملاء أيضا هذه المرة ، لأن الأوربيون فهموا اللعبة هم أيضا.

و الحرية ستكون في المرة القادمة (على رأي جون بلجر) و ليس هذه المرة.
و إذا كنتم قد ضحيتم بخمسة أو ستة آلاف لتنالوا الحرية ، فقد ضحى الأوربيون بخمسين مليونا ليتحكموا في خيراتكم.

و دمتم بألف خير .


مهندس / خالد أبوخبطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق