الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

وقوفا مع سوريا - وقوفا مع أهلنا - وقوفا مع دين الله

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
أيها السادة الكرام: رئيس و أعضاء المؤتمر الوطني العام، و رئيس و أعضاء الحكومة الانتقالية.
أيها الشعب الليبي البطل.
ها قد مر عام و نيف على دحر الدجال و جنوده، وانتصار ثورتنا المجيدة، و عبور بلادنا الحبيبة إلى بر الأمان، و لولا فضل الله ورحمته علينا أولا، ثم مساعدة إخوة لنا في الإسلام و العروبة و الإنسانية، لكنا قد ذبحنا ذبح الغنم على يد الطاغية السفاح و زبانيته و جلاديه، ذلك الطاغية الذي كان لا يتورع عن القتل بسبب شبهة أو كلمة أو فكرة، فما بالكم بمن جاهر بعصيانه أو حمل السلاح في وجهه؟ و لكن الله سلم.
و الآن هناك إخوة لنا يذبحون و يعذبون، و تستباح حرماتهم و تهتك أعراضهم، من قبل طاغية آخر و نظام غاشم مستبد، لا يختلف في شيء عن ذلك الذي كان يسومنا سوء العذاب طيلة أربعة عقود أو تزيد، و العالم يقف متفرجا، و كأنه يستمتع بما يجري لأهلنا و إخواننا في سوريا الشقيقة، و كلما حاول المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حقيقي فعال، يردع الطاغية و نظامه عن ارتكاب المزيد من المجازر في حق الشعب السوري المسلم البطل، سارعت قوى الشر العالمية إلى استعمال ما يسمى بحق النقض تجاه أي قرار من شأنه أن يخفف معاناة إخوتنا و أهلنا في سوريا المناضلة.
القتلى يوميا و بالمئات، الجرحى بالآلاف، و المهجرين الذين لا مأوى لهم بمئات الآلاف، و مندوبي روسيا و الصين يرتديان ربطات العنق الفاخرة و يجلسان على الكراسي الوثيرة و يقولان فيتو.
تلك الفيتو التي لا معنى لها سوى: أقتل يا بشار، اسحق يا بشار، دمر يا بشار، اغتصب نساء المسلمين يا بشار، و بشار يبشر سوريا و شعبها كما يُبشر الجبن.
أيها السادة الكرام.
إننا نطالب و بشدة، المؤتمر الوطني العام، و الحكومة المؤقتة، و كافة الهيئات الرسمية ذات العلاقة باتخاذ إجراءات فورية و حازمة ضد دولتي روسيا و الصين، بهدف الضغط عليهما لمنعهما من استعمال نفوذِهما لإطالة عمر النظام السوري الظالم و الساقط لا محالة، و إطالة معاناة إخوتنا في سوريا إلى أجل غير معلوم.
و تتمثل الإجراءات المطلوب اتخاذها في الآتي:
1.     تجميد العلاقات الدبلوماسية مع الدولتين المذكورتين و سحب سفيري ليبيا من البلدين، و طرد سفيريهما من ليبيا.
2.     إلغاء جميع العقود التجارية مع البلدين، و خاصة المتعلقة منها باستيراد الأسلحة - تلك الأسلحة التي لا تصلح لشيء إلا لقمع الشعوب و دعم الأنظمة الدكتاتورية الغاشمة - ومهما بلغت الشروط الجزائية المتفق عليها.
3.     إيقاف و تجميد جميع الصفقات التجارية، الجارية حاليا مع الدولتين المذكورتين، سواء من حيث الاستيراد أو التصدير، و التهديد بالتحول الكامل إلى الشراكة التجارية مع الدول الغربية، خاصة تلك التي وقفت وقفة إيجابية جادة مع ثورة الشعب الليبي، و تحاول الوقوف الآن مع ثورة الشعب السوري المناضل، و ذلك في حالة استمرار الدولتين في تعنتهما و مواقفهما المعادية للشعب السوري الشقيق.
كما نطالب جميع الإخوة التجار من أفراد و شركات؛ بإيقاف كافة العمليات التجارية مع تلكما الدولتين، حتى تغيرا مواقفهما السلبية تجاه الثورة السورية المجيدة.
أحفظ اللهم سوريا و شعبها المجاهد، و من عليهم بالنصر المبين، و الخلاص العاجل من الطاغية بشار و زبانيته و نظامه الغاشم. ووفقنا اللهم و ولاة أمورنا إلى ما فيه الخير، وعاشت ليبيا حرة أبية، و الله أكبر و لله الحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق