لقد تعاقب علينا
منذ اندلاع ثورة التكبير 4 من الربابنة أو "الريّاس"
ربما كان بعضهم
قراصنة ،،،
و لكن ليست هذه هي
المشكلة الوحيدة ، فبالإضافة إلى الربان و البحارة ، لا بد للسفينة من خريطة تحدد
مسارها ، و أجهزة ملاحية تضبط سيرها و تبين إن كانت تسير في الاتجاه الصحيح أم لا.
بدون ذلك فإن
السفينة لن تصل إلى أي هدف ، و قد تضيع في البحر و تدور في دائرة مغلقة حتى يهلك
من فيها ، أو قد تدخل في دوامة فتغرق لا سمح الله.
و هاهو ذا الربان
الخامس يكاد ينهج منهج سلفه ، فيبحر بنا دون خريطة و لا حتى بوصلة.
نحن لا نشكك مطلقا
في وطنية السيد "عمر الحاسي" ، و لطالما زكيناه ، و طالبنا بأن يتبوأ
أعلى المناصب القيادية في البلاد.
و مع ثقتنا في حسن
نواياه ، إلا أننا نرى أن غياب المعايير الواضحة و الآليات العلمية ، أوقعه في سوء
الاختيار ، لبعض أعضاء حكومته على الأقل.
و حتى لا يظل
كلامنا مجرد تنظير ، فسنحاول المساعدة باقتراح بعض المعايير و الآليات التي نرى
ضرورة إتباعها لاختيار و تكليف الوزراء و الوكلاء في أي حكومة ، علما بأن مهمة
الوزير هي مهمة سياسية تتمثل في الفهم الشامل و العميق للواقع السياسي و الاجتماعي
و الاقتصادي و من ثم وضع الأفكار الأساسية و الخطوط العريضة للقطاع الذي يقع ضمن
تخصص وزارته ، أما وكيل الوزارة فمهمته إدارية تنفيذية بشكل أكبر ، تتمثل في وضع
الآليات و الأساليب التي تضمن تحقيق أهداف وزارته على أفضل وجه ، و بأقل التكاليف
، و أقصر وقت ممكن.
و من المعايير المقترحة
للاختيار ، ما يلي:
1.
أن يكون معروفا بالنزاهة و التقوى (قبل و بعد
اندلاع الثورة).
2.
ألا ينطبق عليه أي بند من بنود العزل
السياسي.
3.
أن يكون من العاملين في القطاع أو المهتمين
به أو من ذوي الخبرة و الدراية في مجاله.
4.
أن يتمتع بقدر عال من القدرات الإدارية و
التنظيمية و أساليبها الحديثة (خاصة الوكلاء).
5.
أن يتمتع بقدر عال من المعرفة بالسياسة
الداخلية و الخارجية و البروتوكولات الدبلوماسية (خاصة الوزراء).
6.
أن يكون ذو رؤية واضحة في مجاله بشكل خاص و
في الشأن الوطني بشكل عام.
7.
أن يتمتع بشخصية قوية و قدرات قيادية مميزة.
8.
أن يكون له قدرة عالية على التعلم و التطور
الذاتي.
9.
أن يكون لديه روح المبادرة و القدرة على الإبداع
و استشراف المستقبل.
10.
أن يتقدم ببرنامج واضح يذكر فيه أهدافه و
أساليبه المقترحة للوصول إليها بشكل قابل للقياس و التقييم.
أما الآليات التي
يمكن إتباعها فمنها:
1.
طلب السير المهنية الذاتية للمرشحين.
2.
المقابلة الشخصية مسبقة الإعداد (وضع عدد من
الأسئلة بما يتمشى مع كل منصب).
3.
إعداد استمارات معلومات ذات طبيعة خاصة ، و
تكليف أخصائيين لدراستها و استخلاص ما بها من تناقض أو تدليس.
4.
تشكيل لجان تقصي للسؤال عن المرشحين للمناصب
في أماكن عملهم السابقة و مناطق سكنهم.
5.
تكليف الأجهزة الأمنية لجمع المعلومات حول
المرشحين من المصادر الرسمية (المصارف في الداخل و الخارج - النيابات - المحاكم ..
إلخ)
6.
الاستعانة بالأجهزة المتخصصة بجمع المعلومات
لجمع أكبر قدر من المعلومات حول المرشح ، ثم مقارنتها بما أدلى به من بيانات خلال
سيرته الذاتية و الاستمارات التي قام بتعبئتها و المقابلة الشخصية التي أجريت له ،
مع محاولة اكتشاف أي كذب متعمد أو تدليس أو إخفاء متعمد للمعلومات.
7.
إجراء بعض الاختبارات المعلنة و السرية لقياس
مدى نزاهة المرشح و وطنيته و أمانته و خبرته.
8.
اشتراط فترة تجربة يمكن خلالها الاستغناء عن
خدماته دون أي تبعات قانونية أو مالية.
9.
عرض قائمة المرشحين على اتحاد ثوار ليبيا ، و
تغيير كل من يتم الاعتراض عليه لأسباب وطنية.
هذا ما خطر على
البال ، و أرجو من الإخوة الثوار استكمال ما قد يكون سقط من المعايير أو الآليات ،
حتى نساعد من يريد بليبيا خيرا على اختيار الصالحين ، و الحذر من تسلق الفاسدين و
المنافقين.
مع تمنياتنا
بالتوفيق للسيد "عمر الحاسي" ، و كل من يقدر الله عليه تولي أمر البلاد
و العباد.
مهندس / خالد
أبوخبطة